إذا أجرينا مقارنة بين مغنيي الموسيقي العربية الكلاسيكية سواء من التراث أو ما تلاهم بعد ذلك مثل عبدالوهاب وأم كلثوم وبين مغنيي الاوبرا فالاثنان يؤديان موروثاً غنائياً لم يكتب خصيصا لهما ولكن الفرق بينهما هو أن مطربي الموسيقي مظلومون لان الموسيقي العربية تجمدت عند فترة معينة ولم يظهر لها جديد وصارت كل فرق الموسيقي العربية تدور في حدود ذلك التاريخ والبعض منها بدأ يهتم بالمتأخرين للاستسهال أو للجهل بالقديم أوصعوبة تقديمه وهذا يؤدي لاندثار الكثير منه أما فن الاوبرا فهو متجدد مع تطور الزمن وإني أوجه هذا النداء للمهتمين بتراث الموسيقي العربية وخاصة معهد الموسيقي العربية ودوره في تخريج مؤلفين يكون دورهم الاساسي هو كتابة موسيقي عربية تكون امتداداً لتراث الموسيقي العربية واقترح ان يكون موضوع مهرجان الموسيقي العربية القادم هو "الموسيقي العربية إلي اين؟" ولماذا لا تقام مسابقة للتأليف الموسيقي في القوالب الكلاسيكية للموسيقي العربية وللعلم لم تقم أية مسابقة للتأليف في مهرجان الموسيقي العربية رغم ان الموسيقي لا تتطور إلا بالمؤلفين هذه حقيقة علمية.
اقرأوا التاريخ هذا النداء كتبه المؤلف الموسيقي علي عثمان عبر صفحته في الفيس بوك وعثمان من المؤلفين المتميزين حيث يمتلك موهبة عالية مع دراسة مستفيضة للعلوم الموسيقية العالمية كما ان موسيقاه فريدة يظهر فيها توليفة تجمع بين الالحان الافريقية والمصرية ولكن بحرفية شديدة وفي إطار عالمي جعلته يفوز بأكثر من مسابقة في الخارج وحالياً نجد بصماته واضحة مع اوركسترا النور والامل الذي يتولي قيادته وتدريبه سواء في توزيعاته أو اختياره للمقطوعات التي يقدمها ولكن لماذا انشر كلماته؟ الجواب لانني اتفق تماما مع رأيه وأعربت عن ذلك في كل كتاباتي حول قضية التأليف الموسيقي المصري وضرورة الاهتمام به وأري انه عمل قومي وذكرت هذا في كتابي "الفن الجميل" الذي صدر مؤخرا وايضا سبق ان تحدثت كثيرا عن تطور فرق الموسيقي العربية ولكن الجديد هنا والمثير للانتباه أن د. علي عثمان المؤلف العالمي المثقف نجده مهموماً بموسيقانا العربية التقليدية يتحدث عنها ويتوجه بندائه للمعاهد الموسيقية لانشاء أقسام للتأليف الموسيقي ويعرض مقارنة حول غناء التراث سواء العربي أو الاوبرالي من خلال رؤية جديدة طرحها وانا اتفق معه فيها تماما ولان الابداع يصنع الحضارة لن نتقدم في مجال الموسيقي إلا من خلال المؤلف المبدع سواء في الموسيقي العربية التقليدية أو العالمية المتطورة.
اتمني ان تأخذ د. إيناس عبدالدايم بنصيحته وتجعل مسابقة مهرجان الموسيقي العربية تهتم بالتأليف الموسيقي.. واخيرا الشكر والتقدير للمؤلف الموسيقي د. علي عثمان الذي تعد كلماته مساندة لي ولإحدي القضايا التي اهتم بها.