المساء
أحمد معوض
كلمة ونصف .. حماتي ملاك
بعد أيام سنحتفل بعيد ست الحبايب. عيد الام وكل أم. وهو اليوم الذي يهل علينا كل عام في 21 مارس. يوم رد الجميل. بكلمة. بوردة. بهدية. بابتسامة. الجميل الذي يستحيل أن يرد. ولكن علي أقل تقدير. نجعله يوما للاعتراف بالجميل.
اسمحوا لي هذه المرة ان اتحدث عن ام مختلفة. ظلمتها السينما والامثال الشعبية. واظهرتها في صورة الوحش الكاسر. وهي أبعد من ان تكون كذلك. أو ربما يكون الوضع مختلفاً عندي. فخالفت حماتي "القاعدة السينمائية" وكانت لي بحق ملاك. عوضني بها الله عن رحيل أمي رحمها الله واسكنها فسيح جناته.
ولنا في الموروثات الشعبية. بعيداً عن كلام الافلام. ما يمجد دور الحموات في حياة الانسان. منها علي سبيل المثال مقولة: "دعوة الحما للسما" وهي توضح صدق دعوة الحماة ربما لدرجة تتجاوز وتتعاظم علي دعوة الام. فهي دعوة مخلصة بحق مقبولة بإذن الله. كما جرت العادة أيضاً انه حينما يدخل شخص علي جماعة ويجدهم علي مائدة الطعام يقولون له: "حماتك بتحبك".
هي فعلاً تحبني. ويعلم الله انني ايضاً أحبها. الحاجة بهيجة عبدالحميد لم تنجب ولداً. ومنذ اليوم الاول لي في بيتها اتخذتني ابناً لها. وليس مجرد زوج لابنتها.
أفضال الحاجة بهيجة علي لاتعد ولاتحصي. فقد وقفت بجانبي في بداية حياتي. في الوقت الذي كان مرتبي من الجريدة 150 جنيهاً ودخلي الشهري بالكامل لم يتعد الـ500 جنيه. كانت تشيل وتحمل وتركب مواصلات. 3 وسائل مواصلات ذهاباً ومثلها إياباً. فأجد الثلاجة مليئة من خيرات الله. لحوم وفراخ وفاكهة. فضلاً عن الزيت والسكر والارز. وقد يقول قائل انها تأتي بهذه الاشياء إلي بنتها وأقول بل بيت ابنها.
ساعدتني حماتي في شراء أول سيارة في حياتي "فيات 127" وعندما تعرضت لحادث وتحطمت السيارة لم أجد غيرها يقف بجواري ويساعدني علي إصلاحها. كل ذلك وهي لاتملك سوي معاشها. فهي ليست من الاثرياء أو من بنات الذوات. ولكنها من بنات الشرقية. كريمة فيبارك الله لها في القليل الذي معها فيفيض كرمها علي من حولها.
إذا تحدثت عما فعلته معي الحاجة بهيجة طوال الـ12 عاما الماضية لن تكفي صفحات الجريدة الـ16 ولكن لم أجد هدية أقدمها لها هذا العام بمناسبة عيد الام. أفضل من اتقدم لها بالدعاء واوصي كل من يقرأ المقال بأن يدعو لها بأن يتم الله شفاءها علي خير شفاءً لايغادر سقماً. وأن يردها لنا سليمة من كل شر وسوء.
كل سنة وانت طيبة ياحماتي.. ياحبيبتي
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف