الأخبار
محمد فتحى
في العضل .. كل عيد أم وانتي طيبة يا (طنط) دولة !!
تعرفي يا طنط، لو كان عند أحدهم أي منطق غير صداقته للزند أو مصلحته أو عزومات السمك لكنت احترمته، لكن هذا لم يحدث، إلا من رحم ربي

عزيزتي طنط دولة..

أخبارك إيه، وبتاخدي دوا الحموضة والا بتكسلي، وسيبتي العكاز والا لسة ؟؟

عموماً أنا متفائل جدًا والله رغم كل شئ.. متفائل جداً لأن لديك إرادة للحياة، وناسك المخلصين لم ينقرضوا بعد مهما بدوا محبطين بسبب سمعك (التقيل) أحياناً، أو سيرك في الطريق الغلط واعتمادك علي رفاق السوء في أحيان أخري، لكن هي مناسبة جيدة للحديث إليك وخصوصاً مع اقتراب عيد الأم، فكل سنة وانتي طيبة يا طنط دولة، وأهديك أغنية مصر هي أمي، وحديث النبي عليه الصلاة والسلام الجنة تحت أقدام الأمهات، وأذكرك يا غالية بأن فكرة عيد الأم في مصر فكرة (صحفية) خالصة لأسطورة من أساطير الصحافة المصرية وهو الأستاذ (علي أمين) – مؤسس جريدة أخبار اليوم مع أخيه مصطفي أمين – وأنقل ها هنا نصاً من ويكيبيديا : «حيث طرح علي أمين في مقاله اليومي «فكرة» طرح فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: لماذا لا نتفق علي يوم من أيام السنة نطلق عليه - يوم الأم - ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق. ثم حدث أن قامت إحدي الأمهات بزيارة للراحل مصطفي أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من اجل أولادها، وظلت ترعاهم حتي تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً، فكتب مصطفي أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير «فكرة» يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها، وكان أن انهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا علي فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقرر أن يكون يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع ؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة»

إنتهي الاقتباس يا طنط دولة، ولم ينته الدرس، ولم تنقطع صدقة علي ومصطفي أمين الجارية إزاء اقتراحهما، ولم يتوقف أحد عند الصحفي حين يكون قيمة فيؤثر في مجتمعه بدلاً من أن يتفرغ للتنظير أو تصفية الحسابات أو التطبيل والنفاق أو محاولة إدارتك من برنامجه أو عموده الصحفي كما يحدث مع كثيرين الآن. كانت هناك ثقة من (البلد) و(الناس) في نموذج (الصحفي) الذي مثله الأخوان علي ومصطفي أمين وغيرهما من أساطير المهنة، أما الآن فحدث ولا حرج..

عموماً ليس هذا موضوعنا يا طنط، موضوعنا هو (حبايبك) الذين تقربيهم منك. هل لاحظتي ماذا فعل كثير منهم بعد إقالة الزند. خرج الحبايب علي برامجهم ليشككوا في القرار، ويهاجموكي، وينتقدوا الرئيس، ووصل الأمر ببعضهم إلي اعتبار من يفرح للقرار خائن وإرهابي. أو أن الإقالة انتصار للإخوان، وكأن الزند هو سوبر زند أو عبد الجبار اللي يتغدي بالولعة ويتعشي بالإخوان وبالنار، مع إنه مستشار أخطأ وأقيل لرفضه الاستقالة أو الاعتذار، وكأنه (جامد) وأقوي منك.

تعرفي يا طنط، لو كان عند أحدهم أي منطق غير صداقته للزند أو مصلحته أو عزومات السمك لكنت احترمته، لكن هذا لم يحدث، إلا من رحم ربي، وقد سافر الرجل بعدها للإمارات، وندعو الله ألا يكون سفره لأداء مناسك العمرة ففي انتظاره بعض البلاغات التي سيواجهها بشجاعته المعهودة. تعرفي يا طنط، زعلت عليكي حين رأيت من يطبلون لك يهاجموكي بعد أول تعارض مصالح، واحترمت كثيرين ممن ينتقدوكي لكنهم يقفون (وقفة رجالة) في أزماتك لأنهم يعتبرونك أمهم وليس مرات أبوهم.

وقد سعدت يا طنط بأن تم إغلاق تلك الصفحة، كما سعدت بحوار الرئيس الذكي مع جريدة إيطالية ظهر فيها وجه آخر للسيسي رجل الدولة الذي يخاطب الغرب بنظرية إطفاء الحرائق ولا يستعديهم ويتعهد بالكشف عن قتلة ريجيني. سعدت يا طنط بتحقيقات النيابة الجادة في هذا الصدد، والتي كشفت كذب شاهد إثبات ادعي رؤيته لخناقة بين ريجيني وأحد أصدقائه ثم اتضح أنه لم يكن موجوداً أصلاً في وقت طبل البعض لهذا الشاهد قبل أن نعرف أصلاً بوجوده، لكن البركة في (أبلة أجهزة) التي تسرب المعلومات أحياناً لرجالها في القنوات.

وسأسعد أكثر يا طنط إذا تذكرتي ملف الأطفال في السجون ودور الرعاية، فإخراجهم بعد تأهيلهم الحقيقي أو العفو عنهم، أفضل بكثير من تركهم ليخرجوا إرهابيين يقتلوننا ولو بعد حين.

في عيد الأم يا طنط دولة نهديلك (ست الحبايب) بصوت فايزة أحمد لا بصوت أحمد موسي ووائل الإبراشي (مع إن مجرد تخيلهم يغنوها شئ مبهر )، ونتمني أن نسمعك قريباً بعد (عفو رئاسي) طال انتظاره وأنتي تغني للمعفي عنهم من (المظلومين) : « سيد الحبايب يا ضنايا إنت» بصوت مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف