عبد المجيد الشوادفى
مبادرة صناعة البديل تجاوزها الزمن
مدربو الفرق للألعاب الجماعية في الأندية الرياضية يحددون البعض من اللاعبين ذوى المستوى ضعيف الأداء ويطلقون عليهم لقب (البدلاء).
ويضعون قائمة بأسمائهم يجلس أفرادها أثناء المباريات على ما يسمى (دكة الاحتياط) ويوضح المعجم العربي أن التبديل يعني التغيير وإن لم يأت بِبَدل واستَبدل الشيء بغيره وتُبدله إذا (أخذ مكانه) وفي هذا الإطار فقد كشف البيان الذي أصدره المرشح الرئاسي السابق بعنوان نداء إلى الشعب المصري كي (نصنع البديل) وتحديد أول يوليو في إشارة للتذكير بالتوجه اليساري الاشتراكي والحقبة الناصرية والناصريين موعداً لإطلاق مبادرة تشكيل ما اسماها جبهة قوية توحد الصفوف يحتاجها الشعب المصري..
واتفقت جماعة وطنية بمشاركة 36 شخصية في حوار لها حول كيفية أداء دورها على الحاجة لحزب أو جبهة وتعمل لجنة تحضيرية فى الاتجاه مع عدد من المثقفين يدعمون المبادرة وآخرون مستقلون يتجهون للانضمام إلى جانب التوحد في حزبي الكرامة والتيار الشعبي -وهما من صناعة المرشح الرئاسي السابق وليس لهم تمثيل في البرلمان- وتقوية التيار الديمقراطي لإقامة شبكة من العلاقات بين الاتحادات وقوى المجتمع المدني تنصهر في تنظيم يعبر عن المؤمنين بثورتي 25 يناير و30 يونيو. وفي مقابل ما عرضه المرشح السابق لرئاسة الجمهورية من محتويات مبادرته وبنودها السبعة أعلنت مجموعة من الأحزاب المدنية رفضها للمبادرة لتعديها على المؤسسات المنتخبة واصفين إياها بـ «الهدامة» وهي في حجمها توجه في طريق الخطأ كما وصفها حزب مستقبل مصر.. وغير مقبولة لأنها لم تحترم الإطار السياسي للدولة.. وأنها أحلام خيالية تبتعد عن الواقع.. والدعوة للمبادرة محاولة لعرقلة الاستقرار.. وتتعارض مع التعددية الحزبية طبقاً لتعبيرات ممثلي حزب الوفد.. وأن المبادرة تدل علي نضوب أفكار الداعين لها وأنهم يعانون من اليأس وعدم النضج حسب وصف المتحدث الرسمي لحزب حماة الوطن.. كما واجهت المبادرة غضب الأحزاب لأن بها العديد من المغالطات والتوجهات السياسية والشعبوية والمبالغة في الحديث عن النظريات الاقتصادية التي عفى عليها الزمن ومحاولة لإجبار القوى الوطنية علي إتباعها حسب قول المتحدث باسم المصريين الأحرار.. ورغم الرفض الشعبي والاعتراض من جانب الأحزاب والنواب على تلك المبادرة فإن الأمر يقتضي توضيحاً لما يعنيه (البديل) في واقع الحياة التي يعيشها عامة الناس يتمثل أمرين آخرين:
الأول.. أن (صناعة البديل) في الأدوية والمستحضرات الطبية لعلاج الأمراض وتحسين الصحة العامة للبشرية تأتي في المرتبة الثانية من الاستخدام لضعف فاعليتها وأدائها الطبي وانخفاض قيمتها ويتم استعمالها حال عدم توافر النوعيات الجيدة مرتفعة القيمة.
الثاني..( صناعة البديل) في قطع الغيار للأجهزة والمعدات والأسلحة فجميع الأدوات والمستلزمات التي تتطلبها المؤسسات ويحتاجها الأفراد في كافه مجالات حياتهم يبقي استخدامها ضعيفاً لدى هيئات ومواطني الدول الفقيرة وذات الاقتصاديات المنهارة.
ولأن مصر بما فيها الآن ليست من ذوي الاحتياجات المشار إليها منذ عقود بعيدة فإن مبادرة (صناعة البديل) تكون قد تجاوزها الزمن.