آخر ساعة
محمد عبد الحافظ
إلا رسول الله يا زند .. الإقالة لا تكفي ... حاكموه
الحكومة هي واجهة النظام، ولا توجد حكومة في العالم كاملة الأوصاف، ولكن يوجد حد أدني للأداء الحكومي، إذا انخفضت عنه كان لابد من تغييرها بالكامل أو تعديل بعض الوزراء الذين تسبّبوا في الإخفاق.
‎ومنذ أن تولي المستشار أحمد الزند وزير العدل، رئيس نادي القضاة سابقاً، وهو يدلي بتصريحات مستفِّزة للرأي العام، علي كافة المستويات، الفقراء، والأغنياء، والمثقفين وما دونهم.
‎ولست هنا بصدد إعادة نشر تصريحات الزند المستفِّزة، فما قاله في حواره الأخير المذاع علي إحدي القنوات الفضائية تجاوز المدي، ومر يوم، واثنان، وثلاثة، وكأن شيئا لم يكن، وكأنه لم يتجاوز في حق نبينا محمد (صلي الله وعليه وسلم)، وكأنه لم يخطئ في حق 2 مليار مسلم مصريين وعرباً وأجانب ومن كل أجناس الأرض.
‎ضرب الزند مثلا لا يمكن أن يصدر من وزير عدل يحسب كل كلمة تخرج من فمه، فشعار العدل هو الميزان، أي تكون أفعال رجل القضاء موزونة، واعذروني فلن أستطيع أن أكرِّر ما قاله حتي لا أتحمل وزرا.
‎ووزير العدل لم يجرؤ أن يضرب هذا المثل علي رئيس الوزراء ويقول إن رئيس الوزراء لو أخطأ هحبسه، ولكنه تطاول علي النبي محمد (صلي الله وعليه وسلم) وقالها، وكيف يجهل وزير العدل أن محمداً (صلي الله وعليه وسلم) منزه عن الخطأ والسهو والنسيان، ومعصوم، ولا ينطق عن الهوي، ويقول الله تعالي في سورة النجم {وماينطق عن الهوي، إن هو إلا وحي يوحي، علّمه شديد القوي} صدق الله العظيم.
‎وكيف يقول الزند ذلك ولا يعرف أن الإسلام بُني علي خمس، أولها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فكيف يُقرِن الله تعالي اسمه بنبي يخطئ؟
‎وإذا كانت الهفوات والكبوات يمكن أن تُقبل من الأناس العاديين، فلا يمكن أن تُقبل من وزير للعدل في مصر بلد الأزهر.
‎وما قاله الزند هو مساس بحق كل مسلم يعيش في هذا البلد، ولن أقول كما يقول البعض إن للنبي (صلي الله وعليه وسلم) رباً يحميه، فبأبي وأمي وأولادي ونفسي يا رسول الله.
‎ولو كان الزند فعل فعلته هذه مع رئيس الوزراء، أو أحد من زملائه في الوزارة كوزير الداخلية أو أحد وزراء السيادة أو أحد رجال الأعمال «التُقال» - وظني أنه لايجرؤ علي ذلك - لقامت الدنيا ولم تقعد. ولتقدموا ببلاغات ضده للنائب العام دفاعا عن كرامتهم وشرفهم وسمعتهم.
‎الحكومة أخذت حقها السياسي، وأنقذت نفسها من السقوط المبكر بإقالة الزند بعد أن رفض الاستقالة، وربما يكون هذا أفضل شيء إيجابي فعلته حكومة شريف إسماعيل، رغم تأكدي أنه لولا تدخل الرئيس السيسي ما أقالوه.
‎مازال حق الشعب مهدراً، فالإقالة وحدها لا تكفي فلابد أن نطبق القانون علي أي شخص مخطئ حتي لو كان وزيراً للعدل.. وتذكروا أن هناك 3 أطفال صدرت ضدهم أحكام بالحبس 5 سنوات بتهمة ازدراء الأديان.
‎ولن يبارك الله لنا، ولا خير فينا إذا لم نحمِ رسولنا(صلي الله وعليه وسلم)، وإذا مرت هذه الواقعة دون عقاب ـــ الإقالة ليست عقاباً منصوصاً عليه في القانون ـــ فسنفتح الباب علي مصراعيه، لأي عبارات منفلتة في حق الأديان والأنبياء ووقتها لن نستطيع أن نحاسب أحداً، لأننا لم نحاسب شخصاً لأنه كان وزير، ورضينا بأن يقال ما قيل عن نبينا محمد(صلي الله وعليه وسلم).
‎من هذا المنطلق فلا أقل من أن أتقدم بمقالي هذا ــــ العلني للنائب العام علي اعتبار أنه بلاغ رسمي ضد المستشار أحمد الزند، لأنه أساء فيه إلي نبينا المعصوم محمد(صلي الله وعليه وسلم). وهناك مواد كثيرة في القانون يمكن أن تطبق علي الزند.. سواء طبّقوا عليه مواد تكدير السلم العام أو ازدراء الأديان.
‎الوقت كفيل بحل المشكلات الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، لكن هناك مشكلات لايمكن أن يحلها الزمن، بل إن مرور الوقت يجعلها تتحول إلي أزمة يصعب علاجها.. وغياب العدالة، من المشكلات التي تتفاقم مع الوقت... أطفئوا نيران الغضب.
> > >
‎وبمناسبة الحديث عن نبي الإسلام (صلي الله وعليه وسلم) كتب كاتبنا الكبير جهاد الخازن في مقاله اليومي «عيون وآذان» بجريدة الحياة اللندنية يوم الأحد الماضي مدافعاً عن الإسلام، ولكني قرأت عبارة ظني أن التوفيق قد خانه في كتابتها وهي «أن العنف أكثر في التوراة والعهد الجديد من القرآن الكريم».
‎فالقرآن يدعو إلي السلام والمحبة والرحمة والمودة، حتي بعض الآيات التي يفسرها أعداء الإسلام علي أنها تدعو إلي العنف يقولونها مبتورة كما ذكرت أنت في مقالك، كما أن التوراة الموجود بها عنف وقتل وسفك دماء ودعوة لقتل نساء وأطفال وحيوانات وهدم كما استدللت أنت في سفر الخروج ـ العدد 9، وسفر التثنية 20، والأعداد 16 - 18، وسفر يشوع 16، العدد 17 كلها ليست من عند الله وهي محرّفة، فالأوامر الإلهية في كل الكتب السماوية تدعو إلي السلام والرحمة والمحبة، إذن فلا وجه للمقارنة، أستاذنا الكبير

آخر كلمة

تكلم حتي أراك..
هذا هو دور الإعلام الذي يفضح المسئولين بكلامهم، لابنقدهم فقط.
تحية للزميل حمدي رزق الذي تسبب حواره في الإطاحة بوزير العدل.. رغم تحفظي علي عدم اتخاذه موقف حاسم أثناء إذاعة الحوار بعد تطاول الزند علي النبي (صلي الله وعليه وسلم)
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف