** ما الذي يصنع الفرق بين إنجاز مشروع عملاق كقناة السويس الجديدة في عام واحد.. والعجز عن الانتهاء من تنفيذ مشروعات تبدو ضئيلة نسبيا رغم مضي أكثر من 20 عاما علي بدء العمل فيها كمستشفي بنها للتأمين الصحي في القليوبية أو مستشفي بني عبيد بالدقهلية.. وغيرها عشرات المشروعات كتوشكي وحديد أسوان وفوسفات أبو طرطور معطلة إلي أجل غير مسمي نتيجة فساد أو اهمال أو عجز عن اتخاذ قرار مناسب في الوقت المناسب؟ لاحظ أن عظمة القناة الجديدة لا تغني المواطن البسيط المقيم في بنها عن حاجته إلي المستشفي الذي يراه كل يوم مازال أطلالا بينما يتجرع المعاناة بحثا عمن يخفف آلامه.
** كيف يجوب الرئيس السيسي عواصم الدول ويلتقي رؤساء كبري الشركات العالمية بحثا عن فرص أوسع للاستثمار.. في حين ينتظر المستثمرون علي أبواب المسئولين بالسنوات للحصول علي ترخيص أو قطعة أرض صحراوية يقيمون عليها جامعة أو مشروعاً.. وتنتظر مؤسسة صحفية قومية كبري منذ 4 سنوات الموافقة علي تخصيص أرض لإنشاء جامعة في أسيوط.. وافتتح رجل الأعمال نجيب ساويرس بنكا في لوكسمبورج بعدما رفض طلبه في مصر.
** لماذا تتبني الدولة مشروعا لتوزيع عدد محدود من سيارات التاكسي علي الشباب في المحافظات وترصد له الميزانيات ويقيم عليه المحافظون احتفالات ومهرجانات.. في حين تقيد الاستثمار الخاص في شركات نقل الركاب.. وعلي نفس المنهج يجري تنفيذ فكرة أخري تحمل عنوان "مبادرة مشروعك جنب بيتك" في حين يعاني آلاف المواطنين من تعقيدات منحهم تراخيص العمل في مشروعات بالقري والمدن "جنب بيتهم".. وفي الحالتين تقف الأجهزة المحلية مصابة بكل أعراض الشيزوفرينيا أو مرض الفصام من فشل في تمييز الواقع وإنعدام الإرادة.. فالأصل هو التعقيد إلا ما تتبناه الحكومة من أفكار فهو حالة خاصة.. ولا أعتقد أن صاحب هذه المبادرات الطيبة كان يقصد سوي أن تكون نموذجا يحتذي به.
** لمن يجري التخطيط لإنشاء عاصمة جديدة شرق القاهرة في حين ملايين الوحدات السكنية في الجوار مازالت شاغرة تبحث عن سكان.. بينما أزمة اسكان تخنق سكان الأقاليم وتجبرهم علي الهجرة الداخلية والنزوح الجماعي.. وفي حين حلت الحكومة مشكلة تحويل أراضي الاستصلاح إلي الاستثمار العقاري بدفع مبلغ 550 جنيها عن كل متر مربع.. إلا أن القرار مازال خاصا بمدينة السادس من أكتوبر دون غيرها من مدن ومحافظات تزحف إليها العشوائية والتعديات غير المنضبطة علي الأراضي الزراعية تحت ضغط الأزمة والحاجة الأساسية إلي المسكن.
** الحل في نسف كثير من القوانين والروتين.. وفي تفعيل كيان اسمه "معهد التخطيط القومي" أنشئ منذ عام 1960 ومازال مغمورا.. في أن يكون الإيمان بحلم الرئيس "مصر قد الدنيا" وامتلاك عزيمة تحقيقه هو مبرر استمرار أي مسئول في موقعه.