المساء
السيد العزاوى
الكلم الطيب -دور الأزهر في مواجهة الإرهاب والتطرف "2"
في رحاب الأزهر وعلمائه الافاضل تلقينا الكثير من المعلومات القيمة وكيفية اكتساب المبادئ التي تفيدنا حتي في أدق خصوصيات حياتنا كل واحد من هؤلاء العلماء كان يبذل جهوداً مضنية في الشرح وتوضيح الحقائق التي تفيض بها كتب التراث خاصة في تفسير آيات القرآن الكريم بالاضافة إلي الفقه الذي يكشف الكثير من المعارف التي يجب ان يتسلح بها طالب العلم وناهيك عن علم التوحيد والحوارات بين أهل السنة والمعتزلة والمعارك التي تدور في ساحة الأدب واصول علم اللغة العربية. رحابة صدر هؤلاء الرجال استطاعت بناء طلاب كانوا علي مستوي المسئولية فكانوا خير خلف لخير سلف وقد ملأوا الساحة علماً وتنويراً وواجه علماؤنا الافاضل كل اساليب التطرف ونزعات العنف بصبر وثقة وسعة صدر استوعبت هؤلاء الابناء والأخذ بأيديهم نحو طريق الصواب والأكثر من هذا ان أحد هؤلاء العلماء كان يدرب ويعلم الابناء كيفية تنظيم اوقاته وترتيب الغرفة التي يقيم بها.. لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة دون توضيح وشرح يزيل كل لبس ولا يضيق هذا العالم يأتي تساؤل أو فكرة يطرحها أي طالب وينبه إلي ان كتب التراث بها بعض الإسرائيليات والأفكار المغلوطة ثم يتناولها بالشرح والتحليل بصورة تستجلي الحقائق وتستلفت الانظار إلي ما قد يبثه البعض في تلك الكتب لنشر نزعات لا تتواءم مع مبادئ الإسلام وسماحته وتناوله لشتي الوقائع بأساليب تعتمد علي الحقائق بموضوعية وتفنيد لكل ما قد يثار حولها من اقاويل واباطيل هذه المهام كان ينهض بها هؤلاء العلماء بضمير حي لا يغيب رغم الاعباء الجسام التي تحيط بهم من كل جانب لذلك تتابعت الاجيال دون ان تري أي خروج علي تلك القيم سوي قلة قليلة وليس كما نري هذه الأيام فقد امتلأت ساحة الجامعة ببعض العناصر التي تم استقطابها وسقطوا في براثن هؤلاء المتطرفين رأينا بعض هؤلاء أثناء الاعتداء علي أحد الاساتذة دون تقدير أو احترام رأينا كذلك طلاباً يرتكبون أعمال تخريب وتدمير بالمدينة الجامعية وترديد هتافات وأقوال دخيلة علي هذا الصرح العلمي.
هذه الوقائع وغيرها تتطلب خطوات دائمة ومستمرة واحتضان هؤلاء الطلاب.. في أبوة وحنان لازالة كل الأفكار التي غرسها أهل الضلال في نفوس هؤلاء الابناء انها مهمة تحيطها الكثير من العقبات لكن ثقتنا في الاساتذة والعلماء تؤكد انهم سوف يستمرون في أداء هذا الدور الفاعل وبث قيم احترام الكبير وعدم الانصياع للفكر المتطرف وعدم الوقوع تحت اغراء المال.. فمهما تكن الاغراءات المادية فلن تستطيع السيطرة علي طلاب العلم الملتزمين أياً كانت حاجتهم للمال.. ان مهمة علماء الأزهر في الفترة العصيبة تتطلب الوقوف في وجه التطرف الذي ينشر الإرهاب ويدمر البلاد والعباد والوقوف في وجه هذه الفئات لابد ان يتسم بقوة العلماء وشجاعتهم لاقتلاع جذور الإرهاب من هؤلاء الابناء واتخاذ افضل الاساليب للوقوف بجانبهم والاخذ بأيديهم نحو الصواب وفي ذات الوقت لابد من اتخاذ الاجراءات لمساعدتهم ماديا في إطار الامكانيات المتاحة لمنع تسلل المتطرفين إلي صفوف الابناء عن طريق الاغراءات المادية وناهيك عن نشر الفكر بأن من يسقط من هؤلاء فهو شهيد ولا تتوقف جهود هؤلاء الإرهابيين عند التسلل لصفوف الطلاب في مختلف الكليات الانشطة متعددة والاغراءات المادية متعددة ودعاة الفوضي يستغلون قصور معلومات بعض هؤلاء الابناء ويقومون بترويج أفكار التكفير والتحريض علي ارتكاب الجرائم ضد هؤلاء الكفر من ابناء المجتمع وحتي لا تترك هؤلاء الطلاب فريسة لدعاة التطرف يجب ان يتصدي كل اساتذة جامعة الأزهر وكذلك الاساتذة بالمعاهد الأزهرية لغرس قيم السماحة والاعتدال والوسطية في قلوب الابناء لأن ما رأيناه في جريمة المستشار الشهيد هشام بركات يتطلب ضرورة تكاتف هؤلاء الاساتذة لتوعية الطلاب بالقيم الوسطية وتذكيرهم بأنهم يدرسون في الأزهر كل المذاهب الفقهية فهذا الطالب شافعي وآخر حنفي وثالث مالكي وهكذا كما يتم دراسة مادة التوحيد التي تناقش كل الآراء ورغم هذا التشعب والاختلاف في المذاهب والاراء فإن الجميع يلتقي في رحاب الأزهر كأخوة متحابين والابتعاد عن أي عمل بسيط قد يسئ إلي زميل من الطلاب يختلف في المذهب والاراء الأمر أصبح لا ينتظر السكوت فنيران الإرهاب قد رأيناها تصدر الكثير من الاشارات التي تنبئ بتوخي الحذر وأكرر يجب ألا ننسي تلك الاحداث التي ارتكبتها طالبات بالجامعة ضد استاذه من اعضاء هيئة التدريس ولا يجب ان يغيب عنا ما كانت تردده هذه الطالبات والاصرار علي المضي في هذا العبث.
علي جانب آخر يجب ان نري قناة تليفزيونية للأزهر تتولي بث البرامج وتتناول كل ما يثار علي الساحة الاعلامية وتفنيد أباطيل الإرهابيين والتكفيريين الذين استطاعوا باحداث فرقة بين ابناء العالم الإسلامي كما تتولي ههذ القناة الرد علي كل ما يثيره البعض في القنوات الفضائية من معلومات واراء مغرضة ضد الأزهر ورجاله وكتبه ومناهجه. اقاويل كثيرة واتهامات لا تتناسب مع أقدم واعرق صرح ينشر سماحة الدين الحنيف علي مدي أكثر من ألف عام لقد حان الوقت لنري هذه القناة حقيقة تبث الأفكار والأراء المستنيرة وتدحض أباطيل هؤلاء ضد الأزهر ورجاله.. يا سادة الأزهر لديه امكانيات هائلة واساتذة ملء السمع والبصر ولابد من اللحاق بهذه المهام السامية في عصر السماوات المفتوحة والفضائيات في النهاية كل الأمال معقودة علي الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وعلي اساتذة الأزهر في كل المعاهد وفروع جامعة الأزهر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف