عبد المنعم السلمونى
المستهلك .. "بفتح اللام" !!
في الصين فرضت سلطات شنغهاي غرامة قدرها مليون دولار علي شركة بروكتل آند جامبلز الشهيرة لأنها عرضت إعلاناً عن معجون أسنان يبالغ في وصف فوائده. حيث استضاف الإعلان إحدي الشخصيات الشهيرة في تايوان كي تروج له وتضفي عليه مميزات ليست فيه.
ويقول الإعلان إن استعمال المعجون يؤدي إلي تبييض الأسنان خلال يوم واحد. وتبين أن مصمم الإعلان أجري عليه تعديلات باستخدام برنامج كمبيوتر "الفوتوشوب" للتلاعب بالصورة وإظهار الأسنان أكثر بياضاً مما هي عليه في الحقيقة. وهنا اضطرت الشركة لسحب الإعلان ووقف عرضه.
وقد بدأت السلطات الصينية مؤخراً حملات موسعة لتشديد الرقابة علي المنتجات المحلية والأجنبية في الأسواق ومحاسبة الشركات التي تتعمد تضليل المستهلكين أو تمارس أنشطة إعلانية خادعة.
وأمام هذه الحملات اضطرت شركات كثيرة للاعتذار لعملائها الصينيين. وفي مقدمة هذه الشركات آبل وماكدونالدز وكارفور. علاوة علي بروكتل آند جامبلز
تعالوا لنري فوضي الإعلانات في مصر وتغول الشركات في الأسواق وعدم وجود من يراقب أو يحاسب!
شاشات القنوات الفضائية مليئة بالإعلانات الكاذبة والفاضحة والتي تنتهك المعايير الاجتماعية والتسويقية دون رقيب أو حسيب!!
السوق مليئة بالسلع المغشوشة علي الأرصفة وفي المحلات. والضحية هو المستهلك المغلوب علي أمره والذي يقع فريسة للغشاشين والنصابين وأصحاب الضمائر الميتة. بينما الجهات المسئولة عن الرقابة الإعلانية والصحية ومعايير الجودة غائبة أو "مغيبة"!!
الجهات الرقابية عندنا. بدلاً من أن تحمي المستهلك وتدافع عنه ضد تغول وسعار بعض المنتجين والتجار. ليس لها وجود.. وأصبحت كما لو كانت تغض الطرف عن الغشاشين ومنعدمي الضمير.. أو كأن الأمر لايعنيها من قريب أو من بعيد!!
وحتي في الحالات النادرة التي تتحرك فيها هذه الجهات وتضبط بعض الذين لديهم سلع مغشوشة أو أطعمة ومنتجات غير صالحة للاستهلاك الآدمي. تكتفي وسائل الإعلام بإطلاق وصف "تاجر شهير أو مطعم شهير" ولا تجرؤ علي نشر أسمائهم وتعريتهم أمام المواطن الذي يكدح ويكد للحصول علي ما يسد رمقه ويستر جسده. فإذا به يجد نفسه وقد اشتري أطعمة سامة تقتله أو تصيبه بالأمراض. ويدفع نقوده ثمناً لسلع مغشوشة تتلف قبل استعمالها وربما تتسبب في تعرضه لحادث نتيجة لسوء التصنيع!!
ونحن لا نتهم جميع التجار أو الشركات بالغش والخداع. فهناك الكثير من الشرفاء. لكن الغشاشين. بسلوكياتهم هذه. يسيئون للشرفاء ويضربونهم في مقتل حيث يفقد المواطن الثقة في كل ما هو موجود بالأسواق. ولا شك في أن محاربة الغش والغشاشين تحمي المستهلك والمنتجين والتجار الملتزمين!!
نريد حملات مكثفة علي الأسواق حماية للجميع. المنتج الشريف والتاجر الشريف والمستهلك الضعيف. خصوصاً بعد ما عرفناه عن الممارسات غير الأخلاقية لكثير من كبار اللاعبين في السوق. ولعل ما جري في الصين يقدم الدليل علي أن الشركات الكبري لا تتورع عن الغش والخداع لتحقيق أرباح هائلة لا تستحقها وكل ذلك علي حساب المستهلك "بكسر اللام وفتحها"!!