الأهرام
عبد العظيم الباسل
مزايدون.. ورب الكعبة
شاءت الأقدار أن أكون من بين ضيوف الرحمن الذين لبوا نداء العُمرة خلال الشهر الحالي، وأشهد الله أن مصر كانت هناك، حاشرة على لسان الطائفين من أبنائها المخلصين، وبعض الجنسيات الأخري، حيث كانت الألسنة تلهج بالدعاء لاستقرارها، وحمايتها من فتنة الأشرار فى الداخل والخارج، وتوفيق قائدها للوصول بها إلى ركب التقدم والتنمية.

تلك الدعوات الصادقة كانت قاسما مشتركا بين المبتهلين، الذين كانوا هناك طلبا للمغفرة، وطمعا فى الجنة، وخشية من النار.

وبقدر سعادتنا بما سمعنا ورأينا، بقدر صدمتنا من حديث الفضائيات عقب وصولنا بساعات، التى لم تجد حتى الآن قانونا يكبح جنوحها ويرشد أداءها.

واحدة من بينها كانت تناقش دعوة مشبوهة لممدوح حمزة وصديقه جورج إسحاق حول الديمقراطية الغائبة هذه الأيام، ومسئولية النظام عن الأوضاع الاقتصادية، وغيرها من الأفكار الهزلية التى لا تدور إلا فى عقولهم، بينما واقع الشارع يطلب الأمن والاستقرار، ولا أرى مبررا لمناقشة مثل تلك الدعوات!

وفى الثانية ـ فى اليوم نفسه تقريبا ـ كان الجدل ساخنا بين مؤيد ومعارض لبيان البرلمان الأوروبى حول انتهاك حقوق الإنسان فى مصر بسبب حادث «ريجيني»، ونسوا عائل أسرة الغربية المتغيب بإيطاليا منذ عشرة أشهر دون أن ينتبه إليه أحد!

والغريب أن بعض المنظمات الحقوقية الموجودة على أرض مصر تناصر بيان البرلمان الأوروبي، وتؤكد غياب حقوق الإنسان هنا، وهى بموقفها هذا تثبت لمن يديرها من الخارج أنها تؤدى دورها على أكمل وجه، مادام هناك المقابل!

فى حقيقة الأمر أن موضوعية الرأى بمصر الآن، باتت مفقودة، من المؤيدين والمعارضين لأى قضية، بعد أن تحول الكل إلى «مزايدين» ورب الكعبة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف