الوفد
علاء عريبى
رؤى- حدود الفقر
كتبت أكثر من مرة عن الفقراء والأشد فقرا، عن أهالينا فى القرى والأحياء الشعبية، عن الذين لا يجدون قوت يومهم، المهمشين الذين يعيشون على هامش خطط الوطن، طالبت جميع الحكومات التى تولت بعد الثورة بأن يلتفتوا إلى هذه الشريحة من المواطنين، عمال اليومية أو من يعرفون بالعامية بالأرزوقية، وهذه الشريحة تضم: السريحة وهم الباعة الجائلون الذين نصادفهم فى المواصلات، وعلى الأرصفة، وفى الشوارع يحملون طاولة وحاملاً ويبيعون البطاريات والأقلام والمفكات وعلب ورنيش الأحذية وغيرها من السلع التى تقدر قيمتها بحوالي مائة جنيه، وتضم فئة السريحة الباعة الجائلين: بائع الخبز، والخضراوات، والساكسونيا، وغزل البنات، والعرقسوس، ولعب الأطفال، والأعلام وغيرها، وتضم أيضا من يقفون فى الميادين يحملون أدوات المعمار والتكسير.
وطالبت كذلك بأن ننتبه للمتقاعدين الذين خدموا الوطن لمدة 30 سنة وأكثر، ويقدر عددهم بـ 9 ملايين مواطن، يعولون أسراً، قد يصل عددهم إلى 25 مليوناً، ويعيشون على معاش شهرى يتراوح بين 400 جنيه 1100 جنيه فى.
وطالبت كذلك بأن تلتفت الحكومات إلى الموظفين والعمال الذين يتقاضون مرتبات شهرية تتراوح بين 500 و3000 جنيه، وحتى 5 آلاف جنيه، فهؤلاء ينفقون على أولاد فى المدارس والجامعات، طعام، ومواصلات، وفواتير مرافق: كهرباء، وغاز، ومياه، وتليفون، وملابس، وعلاج، ودروس خصوصية، ما يتقاضونه لا يكفيهم حتى منتصف الشهر.
طالبت بأن نضع حدا للفقر، أن تفكر الحكومة في حد أدنى للدخل يتوافق والأسعار، يمكن رب الأسرة من أن يعيش هو وأولاده حياة آدمية، تتوفر فيها احتياجاتهم الأساسية، على أن تكون الحياة الآدمية هي المرحلة الأولى من خطة مستقبلية ننتشل فيها أهالينا من الحاجة والعوز.
نذكر بهذه المطالب اليوم بسبب ارتفاع الدولار الذي قد يطيح بملايين الأسر من شريحة إلى الشريحة الأدنى، فقد ارتفعت أسعار العديد من السلع، وسيجد الملايين من المواطنين صعوبة بالغة فى توفير احتياجاتهم بسبب قلة الدخل.
اليوم ننبه ونحذر الحكومة، خاصة وأنها تسعى بعد رفع قيمة الدولار إلى رفع أسعار بعض الخدمات المقدمة للمواطن، مثل المواصلات، والمياه، والكهرباء، فكان من الحصافة أن تفصل الحكومة بين تعويم الجنيه، وما يترتب عليه من ارتفاع أسعار بعض السلع، وبين التفكير فى تحريك أسعار بعض الخدمات، تفكير الحكومة فى رفع قيمة الدولار وتحريك أسعار بعض الخدمات سوف يخنق الملايين من الأسر التى كانت بالكاد تعيش.
نحن نعلم جيداً أن موارد الدولة في الوقت الراهن لا تكفى لرفع المرتبات والمعاش إلى حد يليق بأن يعيش الملايين حياة آدمية، لكن أضعف الإيمان أن نوفر لهم حداً أدنى للفقر، يمكن للمواطن خلاله أن يجد قوته وقوت أولاده دون أن يمد يده للآخرين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف