الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية- حواس.. وزيرًا للسياحة والآثار!
رغم أننى أرى أن عمر وزاراتنا قصير للغاية.. ولكن ما دمنا فى فترة تعديل وزارى ضرورى وهام للغاية.. وما دام هناك تفكير فى تغيير وزيرى السياحة والآثار «معًا» فلماذا لا نقبل فكرة دمج الوزارتين معًا «السياحة والآثار».. ولماذا لا نستفيد من قدرة شخص واحد قادر على تولى المهمتين معًا.. وأراهما معًا، فى هذه الفترة بالذات.
<< أقصد أن يتولى الدكتور زاهى حواس مسئولية الوزارتين معًا بكل جاذبيته.. وكل الكاريزما المحلية والإقليمية.. بل والعالمية التى يمتلكها فهو «الأثارى» الذى أعطى كل عمره ـ حتى الآن ـ وكل علمه وجهده فى مجال الآثار عملاً وتنقيبًا.. استكشافًا وتأليفًا، فهو أكثر الأثريين الذين قدموا لعلم الآثار وعلم المصريات، الذين تولوا المسئولية الوزارية.. وبكل اللغات.. وهو الذى يعطى لعلم المصريات ولعظماء المصريين القدماء كل علمه ما جعلهم ـ فعلاً ـ نجومًا فى العصر الحالى.. بل أعادهم إلى مجدهم القديم، رغم أن أكثرهم شهرة وهو «توت عنخ آمون» لم يعمر ـ فى السلطة طويلاً ـ ولكنه تفوق عليهم بمقبرته التى تمثل وبحق عظمة كل العصور الفرعونية.. ومؤلفاته هذه هى الأكثر توزيعًا فى العالم كله.. قبل مصر!!
<< ولا يمكن أن نتجاهل أن العملين متلازمان: السياحة والآثار.. بدليل أننا إذا فكرنا فى أى مهرجان دولى للسياحة لم نجد أفضل من الآثار الفرعونية نقدمها، وفى واجهة أى مهرجان دولى للسياحة، وإذا تواجدنا ـ فى أى مهرجان سياحى ـ كان الملك الذهبى توت عنخ آمون هو الرمز.. ويا سلام على قناعه الذهبى، أو كرسى العرش، فالعالم كله مفتون بالآثار المصرية.. سواء من يعشق السياحة الثقافية ـ والألمان ثم الروس يحتلون المراكز الأولى فيها ـ أم من يعشقون النيل وشمس الأصيل.. والاسترخاء على شواطئنا على البحر الأحمر بالذات وشرم الشيخ عند مدخل خليج العقبة..
ولما كانت السياحة ـ إلى مصر ـ مضروبة بفعل فاعل أثيم ـ ونحاول جاهدين استعادة بعضها الآن على الأقل..
وهى ضربة متعمدة لضرب الأمة المصرية ومعاقبتها على دورها فى طردهم من فوق كراسى الحكم، كانت السياحة سلاحهم.
<< وبالتالى فإننا نحتاج إلى فكر غير تقليدى.. وإلى أسلوب غير تقليدى.. فهذا لن نجده ـ فى استمرار الفصل بين هاتين المهمتين العظيمتين أى السياحة والآثار ـ إلا بالوصول إلى شخص قادر على الجمع بين المهمتين. وهنا لن نجد أفضل من الدكتور زاهى حواس، فهو يجمع بين قدرته على الجذب الأثارى.. وإمكانياته وشخصيته الكاريزمية التى يتذكرها كل عاشق لمصر وأثارها.. وعظمتها.. ومن يتابع نشاط الدكتور زاهى وهو يلقى محاضراته فى أوروبا وأمريكا بالذات، حيث يتسابق الناس هناك على حجز تذاكرهم للاستماع إليه والاستمتاع بعبقريته وعلمه.. وثقافته.. وأيضًا إتقانه للعديد من اللغات الحية العالمية.. فضلاً عن أنه واحد من القلائل الذين يجيدون قراءة الكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة.
<< وأعلم أن الدكتور زاهى حواس سوف يخسر كثيرًا من الجانب المالى.. واللهم لا حسد، إذ يكسب من عائد محاضراته العالمية الكثير.. ويكسب أيضًا من عائد كتبه العالمية التى تتصدر واجهات المكتبات الشهيرة فى إيطاليا وفرنسا وألمانيا وأمريكا بل ويكسب من عائد بيع قبعته الشهيرة أكثر مما سوف يربح من عائد عمله، حتى ولو جمع بين راتبى وزير السياحة ووزير الآثار إذ هو زبون دائم لمن يصنع له هذه القبعة الشهيرة، التى نالت منذ ارتداها زاهى حواس شهرة أكثر من تلك التى حصل عليها ملك ملوك رعاة البقر فى الغرب الأمريكى، وأيضًا فى وسط جنوب أمريكا حتى ولو كان جون واين نفسه!!
<< ولكن هل يقبل الدكتور زاهى حواس التضحية بكل ذلك المال والجاه والشهرة.. والتفاف أجمل الجميلات ليتم تصويرهن وهو فى وسطهن؟!
أنا واثق أن «زاهى» سوف يقبل ويضحى بكل ذلك ليس لرد اعتباره.. ولكن لما أعرفه عنه من وطنية خارقة.. تمامًا مثل جاذبيته بين الجميلات!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف