محمد الأصمعى
حروف عاصفة - يوما ستصبح مثلهم
بعد غد الإثنين يأتي يوم عيد الأم.. كل عام وكل أم بخير.. الأم، تلك الكلمة القليلة الحروف تحمل معاني مثل الجبال في الصبر والتحمل والعطاء.. منذ سنوات مضت، وتحديداً عام 2002 كنت في صالة تحرير أخبار اليوم، جاءني الخبر عبر الهاتف “ البقاء لله “ دارت الدنيا أمام عيني، ولم يكن لدي سوي دموع تنهمر، وجسد خارت قواه.. التف حولي أصدقاء العمر من زملائي وأساتذتي، غمروني بفيض مشاعرهم ومهما فعلت فلن أستطيع أن أرد أفضالهم فقد كان لمشاعرهم الصادقة دور كبير في تخفيف الألم ومواساتي في فقدان أغلي الحبايب “ أمي “..قطعت سيارة أخبار اليوم بنا الطريق، والأفكار تشق رأسي عن المرض الذي داهمها خلال السنوات الأخيرة، ونسيانها لكل شيء إلا اسمي الذي كانت تنطقه بالكاد في بعض الأحيان.. عند زياراتي لقريتي شطورة بسوهاج لا تكفي مرة واحدة للقاء، وإنما أختلس مرة أخري وحيداً لزيارة المقابر، أحكي خلالها عن حياتي وعن ولدي اللذين لم تر أياً منهما..أماه أنت زهرتي التي لا تذبل، وشمسي التي لا تغرب إلا مع نهايتي.. أعتقد أن ورقتي أوشكت أن تسقط، وحتماً سيأتي يوم المعاد وإني لفي أشد الشوق للقائك أنت وأبي الذي فارق الحياة منذ شهور.. كلما ذهبت إلي المقابر “ هنا جدي، وهنا أختي، وهنا.. وهنا.. « أتذكر جملة وأبتسم مع الدموع “ يوماً ستصبح مثلهم، يوماً ستصبح مثلهم » .