الأخبار
وردة الحسينى
أري الجبروت القطري!
يبدو أن لم الشمل وتحقيق الإجماع العربي سيظلان بعيدي المنال، والسبب الرئيسي وجود دويلة كقطر تحركها أطراف خارجية ولديها أجندات مرتبطة بمؤامرات دولية وإقليمية.

فقطر تحلم بدور لا يتناسب أبدا مع حجمها الحقيقي..وكانت عملية اختيار الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية،بمثابة المرآة التي عكست ذلك،بالرغم من أنها قد تبدو الأقل مرتبة فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه أمتنا العربية والتي تستدعي الاصطفاف لمواجهتها وتحاصرنا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.

وكان اللافت بهذه العملية محاولة استغلال بعض الخلافات بين مصر والسودان، والزج بها كغطاء يظهر قطر وكأنها ليست الدولة الوحيدة التي تعارض مرشح مصر.

ولذلك فقد آن الأوان للعمل وبجدية علي تفويت الفرص علي المتلاعبين بسوء التفاهم بين مصر والسودان تجاه بعض القضايا..ولابد من إزالة الشوائب العالقة في نسيج العلاقات بين بلدين مثلا لسنوات طويلة كيانا ومصيرا واحدا، وهذا سيوحد ويدعم مواقفنا ومصالحنا المشتركة وخاصة تجاه السد الإثيوبي.

ولابد هنا من الإشادة بالموقف المصري والذي كان حاسما حينما أصرت القاهرة علي عدم تأجيل القرار، كما طالبت قطر،وتأكيدها أيضا أن أبو الغيط هو المرشح المصري الوحيد، وذلك منعا لتكرار ما حدث خلال اختيار الأمين العام السابق حيث كان الاختيار بين المرشح المصري د-مصطفي الفقي والعطية القطري،والذي حاولت به قطر بث الفرقة،وكانت المفارقة اختيار شخص ثالث،بعدما تقدمت مصر بوزير خارجيتها آنذاك د.نبيل العربي.

لاشك أن أبرز المستفيدين من هذا التشرذم والتشتت الذي تقوده قطر،اسرائيل والتي لم تعد بحاجة لبذل أي جهد لإضعاف الجسد العربي،فهذه المهمة قد أوكلت للعرب أنفسهم!

فمتي ندرك ذلك ومتي نتعامل بحسم تجاه الفيروس القطري الذي أضر بالعلاقات العربية وبالشعب القطري ذاته.. وأخيرا نتساءل : متي ستتاح الفرصة لإدخال التعديلات،التي باتت ملحة، علي ميثاق جامعة الدول العربية وخاصة بالنسبة لشرط الإجماع الذي أعاق اتخاذ المواقف المناسبة تجاه قضايا مصيرية ؟والعمل علي أن تتناسب أصوات الدول العربية مع حجمها وثقلها ؟فلا يعقل أن مصر ذات التسعين مليون نسمة تتساوي مع قطر التي قد لا يتجاوز عدد سكانها أصغر قرية بمصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف