أحمد السرساوى
نوبة صحيان -ذات الصواري والقسَم الذي أقسمه الرئيس السيسي
البعض منا لم يفهم تماما .. ما أقسمه الرئيس عبد الفتاح السيسي الشهر الماضي!!
قسما بالله" وكان يتحدث عن بلادنا مصر" اللي يقرب لها لـ "أشيله" من وش الأرض ، انتوا فاكرين الحكاية ايه؟!
أعتقد أن جزءا مما عناه الرئيس في القسم .. قد وعيناه بالأمس ونحن نرقب المناورة بالذخيرة الحية "ذات الصواري" أمام شواطئ الاسكندرية .. نحن مسالمون لآخر مدي لكننا أيضا أقوياء جدا ومستعدون.
فمن المعروف في السياسة والعلوم الاستراتيجية .. أنك اذا حذرت أو هددت ، لابد أن تملك القدرة علي تنفيذ تحذيرك أو تهديدك وأن تفرضه علي الآخرين وأن يعلموه.. فالجيش المصري ارتقي في العامين الأخيرين من قوة تقليدية يحسب لها الآخرون ألف حساب .. الي قوة ردع حقيقية بنقلة نوعية جبارة في التسلح والتدريب والعلم.. نقلة ما كانت لتتحقق في هذا الوقت القياسي لو لم تكن القوات المسلحة المصرية تملك البنية الأساسية لهذا الارتقاء.. وإليكم شواهدي علي ذلك :
> كيف لجيش واحد أن يمزج في تسليحه بين المدارس الشرقية والغربية ويستطيع ليس مجرد استخدامه بل تطويره وصيانته وتطويعه لأقصي استفادة ممكنة ؟!
> كيف لجيش واحد أن يُطور قدراته الدفاعية في قواته البحرية والبرية والجوية والدفاع الجوي بالتوازي بين كل منها وبنفس درجات التطور ؟!
> كيف لجيش واحد أن تنهار حدود دول مجاورة له علي أكثر من جبهة في وقت واحد ويستطيع السيطرة علي عدة مسارح عمليات مختلفة ومُعقدة ؟!
> كيف لجيش واحد أن يجيد تكتيكات الحرب الحديثة والتقليدية ويواجه حرب العصابات والارهاب بنفس الكفاءة والاقتدار؟!
كيف لجيش واحد أن يجري تدريبات مشتركة والانضمام لتحالفات مع دول شقيقة وصديقة في أكثر من جبهة في توقيت واحد ويحقق نفس الإجادة؟!
> كيف لجيش واحد مواجهة هذه الخريطة المعقدة من المخاطر والتهديدات الدولية والاقليمية ، فضلا عن خسة الارهاب ؟!
> كيف لجيش واحد أن يستوعب رجاله العلوم الحديثة ، بل آخر ما توصل اليه العلم في مجال تخصصاتهم لدرجة تبهر أقرانهم الأجانب بالدول المتقدمة ؟!
هذا بعض مما قصدته من وجود بنية أساسية علمية جاهزة في قواتنا المسلحة لـ "هضم" أي تطور أو تحديث يتم داخل أوصالها .. ولعل الفترة الزمنية القياسية التي أنفقها رجالنا في استخدام أحدث أنواع السلاح الأمريكي والفرنسي والروسي والألماني والصيني ومن عدة دول أخري صديقة .. أبلغ دليل علي ذلك وهذا هو ما دار في خلدي بالأمس في الاسكندرية وأنا أعيش مع رجال قواتنا المسلحة يوما في "ذات الصواري"!!