الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
برافو.. محمد فتح اللَّه

اسمحوا لي أن أحيي اليوم زميلي الأستاذ محمد فتح اللَّه. مندوب "الجمهورية" في مجلس الوزراء.. منذ أكثر من أسبوع كتب عن تعديل وزاري قادم!!.. مع صمت تام من باقي الصحف.. ثم تبجحت بعض الصحف. ونشرت تكذيبات لهذا الخبر.. بل تشككت أنا في هذا الخبر أكثر من مرة.. سواء هنا في نفس هذا المكان. أو في "المصري اليوم" كتبت: كيف يحدث تغيير وزاري.. سواء كان محدوداً. أو غير محدود.. والوزارة علي موعد قريب للإدلاء ببرنامج الحكومة "27 مارس"؟!! يوم الأحد القادم!!
أكثر من هذا..
حينما استقبل الرئيس المهندس شريف إسماعيل. رئيس الوزراء في نهاية الأسبوع الماضي. أشار الزميل محمد فتح الله إلي أن اللقاء كان لاستعراض بعض الأسماء المرشحة للحقائب الوزارية المختلفة مع الخطوط الرئيسية. لبيان الحكومة أمام البرلمان.. بينما أكدت الصحف المنافسة أن اللقاء كان لاطلاع الرئيس علي بيان الحكومة لا أكثر.
ولهذا كان مقال الأمس في نفس هذا المكان أنه من المستحيل أن يكون الاثنان معاً.. تعديل وزاري. وبعد أسبوع بيان الحكومة!!... فالمفروض أن الحكومة ستستعرض إنجازاتها السابقة. ثم مشروعاتها المستقبلية.. كيف يحدث هذا.. إذا كانت الإنجازات السابقة خرج فاعلوها من الوزارة والمشروعات المستقبلية تحتاج لوقت للتفكير فيها. وصياغتها في هذه الساعات المعدودة والمحدودة بين حلف اليمين وموعد جلسة البرلمان؟!!... لدرجة أنني تساءلت في مقال أمس: هل حكاية التعديل الوزاري كانت مجرد زوبعة في فنجان؟!!.. ثم اتضح أن مصر بلد العجائب!!!
برافو محمد فتح الله.. كتب الخبر منذ أسبوع. وظل يتابعه. ويكتب كل يوم آخر تطوراته.. ونوم وشخير الصحف الأخري. يهز المجلسين.. مجلس الوزراء. وأمامه مجلس النواب!!!
***
ورغم أن الصورة النهائية للتعديل لم تظهر بعد. إلا أن هناك اسمان لامعان.. عادل الشوربجي وحسام البدراوي. ابني النادي الأهلي.. عادل الشوربجي أحد أهم وأشهر رجال القضاء.. كل القضايا المهمة الحساسة. تم انتداب الشوربجي للتحقيق فيها.. كفاية قضية مصرع سميرة مليان. الراقصة المغربية في منور العمارة التي يسكن فيها بليغ حمدي. والمتهم شخصية عربية كبيرة اختفت تماماً من مصر كلها.. والشوربجي كانت تنتدبه رئاسة الوزراء من آن لآخر في أمورها.. أما حسام بدراوي. فله فلسفة جديدة تماماً في التعليم. طالما نادي بها دون جدوي.
ولكن اسمحوا لي أن ما تم نشره عن التعديل المنتظر غير كاف. ويحتاج لتعديل ثان.. وربما ثالث!!... والبلد مش ناقصة.
***
المهم ذكرني محمد فتح الله بأساتذتنا القدامي.. عبدالحليم الغمراوي وعلي اليرقاني. مندوبي الأهرام والمصري في رئاسة الوزارة.. أشهر صحفيين في مجلس الوزراء بالذات. علي مدي تاريخ الصحافة في مصر.
عبدالحليم الغمراوي. أقصر وأنحف "نحيف يعني رفيع جداً" مندوب في المجلس.. لذا كان يتصدر المجموعة الصحفية عندما تلتقي برئيس الوزراء عند سلم المجلس!!.. رغم أنه في منتهي الشياكة.. كل بدله من الخارج. أو من محلات قصر النيل المشهورة بأن بضائعها كلها من الخارج.. ومع ذلك لا يلبس سوي البدل السوداء. والحذاء والشراب أسود في أسود أيضاً!!!... وقرر ألا يخلع الأسود إلا بعد جلاء آخر جندي إنجليزي. وهو ما لم يحدث في حياته.
كان كل من الغمراوي وعلي اليرقاني صديقين حميمين لكل رؤساء الوزراء وعدد كبير من الوزراء.. لدرجة أنهما يعلمان كل الأسرار الشخصية جداً لكل هؤلاء.. وكان زمان فيه حاجة اسمها حب وإخلاص. ووفاء وأمانة.. وضمير.. ولا يبيع الأخ أخاه بالملايين.. لذا قيل زمان إن الغمراوي واليرقاني لو كتب أي منهما ذكرياته ومعلوماته عن أشهر رجال السياسة كانا يكسبان ملايين.. أبداً.. أبداً.. أبداً.. كانا لا يبوحان بأي سر مهما كان المقابل.. البلد زمان كان فيها دين وحب وأخلاق.. يا خسارة!!!
علي فكرة.. زميلنا عبدالوهاب اليرقاني. هو ابن علي اليرقاني. الذي كانت السيجارة الزنوبة في طرف فمه طوال اليوم. إلا إذا كان يأكل أو ينام.. يتكلم ويكتب والزنوبة في طرف فمه.. رحم الله الجميع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف