أحمد موسى
علي مسئوليتي - وقاحة أمريكية
هل مصادفة أن تخرج صحيفة «واشنطن بوست» ذائعة الصيت، يوم الجمعة بافتتاحية تهاجم فيها مصر وتدعو السلطات الأمريكية، للضغط عليها، ومطالبة أوباما لقطع المساعدات. وبعد ساعات يأخذ وزير الخارجية جون كيرى نفس الموقف ويردد اتهامات سخيفة ويدس أنفه فى الشأن المصرى الداخلي، ويدافع عن منظمات حقوقية ممولة من الخارج، واستغل كيرى والصحيفة الكبرى مقتل الباحث الإيطالى ريجينى لترويج المزاعم حول ملف حقوق الانسان،
ويبدو أن المسئول عن الدبلوماسية الأمريكية ومعه واشنطن بوست، تناسوا السجل الكارثى للولايات المتحدة فى مجال حقوق الانسان، ومعتقل جوانتنامو الشهير، وهو خير دليل على الانتهاكات المقززة، فالكثير من الفظائع ارتكبها الأمريكان سواء فى سجن أبو غريب بالعراق والصور والفيديوهات الموثقة لهذه الجرائم التى وقعت، أقل وصف لها هى جرائم حرب، ولم ندر كيف صمت المجتمع الدولى عن هذه الفضائح التى لم نشهد مثيلا لها سوى فى البوسنة والهرسك خلال التسعينيات والمذابح الجماعية التى تعرض لها المسلمون هناك، ومازال معتقل جوانتنامو مليئا بالسجناء منذ عام 2002 وحتى اليوم ولم يقدموا نهاية محاكمات وهى أبسط الحقوق للمتهم، وتابعنا كيف روى كبار المسئولين الأمريكيين المتعاقبين فى كتب صادرة لهم ولقاءات مع وسائل الإعلام سواء من الاستخبارات المركزية والعسكرية كيف وضعوا برامج للتعذيب البدنى للمعتقلين فى السجن الامريكى.
هذا جزء من سجل دولة تعطى دروسا فى حقوق الانسان للضغط على مصر وتشويه نظام الحكم الحالي، ومن واجبنا الوطنى والأخلاقى ولكل مصرى شريف أن يتبنى حملة ضد هذه الصحيفة التى يسيطر عليها اللوبى الصهيوني، لنواجه الحملات المغرضة والممنهجة، وإظهار الاعتداءات الوحشية للشرطة الأمريكية وحالات القتل العمدى للسود ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية، ولنكشف كيف يتدخل الرئيس اوباما فى الانتخابات وينحاز لمرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون، ويهاجم المرشح الجمهورى ترامب، بل ودفع وسائل الاعلام الى تشويه صورته، تلك هى الدولة التى تصدعنا كل يوم بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
تريد أمريكا الحفاظ على العملاء الذين يخدمونها، فهم من ينفذون تعليماتها ومخططاتها وتآمرها من خلال بعض المنظمات الممولة والتى فتحت التحقيقات من جديد من خلال هيئة تحقيق مستقلة، وهو ما طالب به كل شرفاء الوطن منذ ثورة 30 يونيو وحتى اليوم، وننتظر الكشف عن الحقائق.