الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
هل هذا هو حل اللوغاريتم؟؟
الموضوع غريب للغاية... لم نشهده ولم نعاصره من قبل... طوال 65 سنة صحافة!!!!
ما يحدث الآن في محيط الصحافة ومحيط الوزارة التي اعتبرها أسوأ وزارة عاصرتها من قبل.... وان كان بعض المسئولين يؤكدون لي أنني متعجل في احكامي وستثبت لي الوزارة خلال ايام انها من خير الوزارات بعد أن تدلي ببرنامجها امام البرلمان.. وهو ما اتمناه من كل قلبي... اتمني أن أكون مخطئا وأكثر من مخطيء من أجل هذا الشعب المتدين الطيب الصبور المسكين... كفاية انه تحمل أسوأ ستين عاما من عمره!!!
* * *
ولكن ما حدث خلال اليومين الماضيين في الصحافة بناء علي بيانات الحكومة لوغاريتم ليس له تبرير أو حل..
يوم الخميس... الصحف... كل الصحف قومية وخاصة... تؤكد أن رئيس الوزراء يستقبل "اليوم"!!!! المرشحين ل 11 حقيبة وزراء... بعد ان تم عرض الأسماء علي الرئاسة.
يوم الجمعة... مر بدون اي خبر عن التعديل الوزاري... مر اليوم بسلام!!!!
يوم السبت "أول أمس" كل الصحف بلا استثناء نشرت ان التعديل الوزاري تم الاتفاق عليه وتم توزيع الحقائب ونشرت بعض الأسماء وقالت الصحف كلها إن حلف اليمين صباح الأحد والوزراء الجدد سيحضرون اجتماع مجلس الوزراء يوم الاربعاء القادم وسيحضرون جلسة مجلس النواب يوم الأحد "27 مارس" جلسة بيان الحكومة.
صباح الاحد "أمس"... امسك الصحف واحدة وراء الأخري باحثا عن صور الوزراء الجدد وهم يحلفون اليمين.... أبدا.... ابحث عن خبر عن التعديل الذي كان الشغل الشاغل في الصحف والاعلام طوال الأسبوع... دون جدوي
* * *
قولوا لي : هل هذا معقول؟؟؟
قل لي : لو كنت انت وزيرا.... وتابعت "زوبعة" التغيير أو التعديل.... اي اسم... كما تريد... هل كنت ستعمل طوال هذا الاسبوع؟؟؟ ونحن في عرض ساعة عمل!!!!! وهل كان باقي الموظفين سيعملون طوال الأسبوع!!!
قل لي : لو كنت صحفيا او اعلاميا... هل كنت ستثق بأي كلام لاي مسئول بعد ذلك؟؟؟!!
قل لي : لو كنت مواطنا عاديا... هل كنت ستثق في الصحف أو اية وسيلة اعلام بعد ذلك؟؟؟!!
* * *
قطعا... وبالتأكيد الموضوع كان له شيء من الحقيقة... لا يوجد رماد بلا نار... إلا إذا كان مجرد "حفنة رماد" كان مطلوبا رشها في العيون لسبب ما!!!
هل كانت "زوبعة في فنجان"!!!!! أي فنجان هذا ممكن ان نشربه اسبوعا كاملا؟؟؟!!!
أم هل كانت هذه "الزوبعة" مجرد محاولة تأجيل المواجهة القاتلة التي تخشاها الحكومة؟؟؟.... ولما فشل التأجيل صرفوا النظر عن موضوع التعديل؟؟؟
قولوا لي : لماذا لا تكون الحكومة صريحة مع الشعب... وتذكر الحقائق.... لماذا الاختفاء في الذرة... وما موقف هؤلاء الذين ذكرت الصحف يوم السبت أنه استقر علي توليهم حقائب كذا وكذا!!!
لقد تم اقالة وزير له ثقله وتاريخه لمجرد "زلة لسان"... فماذا عن وزارة لعبت بالرأي العام كله... لمدة أسبوع كامل؟!! الناس في انتظار رد الفعل!!!
هناك احتمال واحد فقط... قيل لي خلال كتابتي لهذه السطور : قيل للحكومة من فقهاء القانون الدستوري إن تعديلا وزاريا قبل طرح برنامج الحكومة علي البرلمان بايام خطأ دستوري... قد يطيح بالحكومة كلها... ربما كان هذا هو حل اللوغاريتم!!! والله أعلم
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف