الوفد
علاء عريبى
رؤى -كمين الصفا
استشهاد ضباط وأفراد وجنود كمين الصفا فى مدينة العريش، لا يجب ان يمر مرور الكرام، خاصة أن الأخبار التى نقلت لنا الحادث جاءت متناقضة، فقد قيل إن بعض الإرهابيين ضربوا الكمين بصواريخ هاون من منطقة جبلية، وقيل إن الإرهابيين اقتحموا الكمين بسيارة مفخخة، وبغض النظر عن الرواية الصحيحة فإن الهجوم الإرهابي السافر والسافل أسفر عنه استشهاد جميع أعضاء الكمين، ودماء هؤلاء الضباط والجنود يجب أن نثأر لهم من جميع من شاركوا، وخططوا، ومولوا، وحرضوا، وآووا، ودربوا، وراقبوا، وهاجموا، وقتلوا أولادنا، وعلينا ونحن نثأر لهم أن نفكر بهدوء وبشكل جاد فى السلبيات أو الأخطاء التي أدت إلى هذه المجزرة.
حسب الرواية الأولى، وأظن أنها رواية الداخلية، تتحمل القيادات الأمنية فى سيناء مسئولية هذا الهجوم، لأنهم قاموا بنصب كمين دائم فى منطقة يصعب تأمينها، فقد قيل إن الإرهابيين قاموا بمهاجمة الكمين بقذائف الهاون من منطقة جبلية، وهو ما يعنى أننا نصبنا الكمين دون أن نفكر فى كيفية حمايته وتأمينه، وكان يجب على القيادات أن تختار المواقع التى يصعب الوصول للكمين فيها، أو المواقع التى يسهل للإرهابيين رجمها بالصواريخ، المفترض أن تكون وظيفة أفراد الكمين تأمين وحماية المنطقة المحيطة به، وليس انشغالهم بتأمين أنفسهم داخل الكمين.
هذا عن الرواية الأولى، أما عن الرواية الثانية والتى قيل بأن الإرهابيين اقتحموا الكمين بسيارة مفخخة، فهى أيضا تضع أيدينا على التراخى فى تأمين البوابات، وعدم وضع حواجز تعوق السيارات والدراجات البخارية، وكان يجب ألا تترك البوابات لبعض المجندين الذين لا يمتلكون خبرة كافية، وكان على قيادات الأمن أن تلزم كل كمين بوضع متاريس كافية.
على أية حال قيادات الداخلية يجب أن تفكر بشكل جاد فى بناء خنادق تتكون من طابقين أو أكثر تحت الأرض، تتضمن غرف نوم ومعيشة، ومخازن للأسلحة، ومنافذ للمراقبة والتصدى لأى اعتداء، وان تكون أسفل المبانى القائمة على سطح الأرض، أو ينزل إليها أعضاء الكمين من خلال المباني المقامة على سطح الأرض، فهذه الخنادق سوف تحمى أولادنا من قذائف الهاون أو من السيارات المفخخة.
نحن فى حالة حرب شرسة مع الإرهاب والإرهابيين، ودماء أولادنا لا يجب أن تسال بهذه السهولة، والمفترض أن نخطط بحكمة فى تأمين أولادنا، سواء كانوا يرابطون فى الكمائن الثابتة أو كانوا فى المؤسسات الشرطية والعسكرية، طالما أننا لن نترك هذه المدن والقرى، وطالما أننا قد عزمنا على قطع دابر الإرهاب بشكل نهائى، يجب أن نسرع ببناء طوابق تحت سطح الأرض، يمارس فيها أولادنا عملهم وحراساتهم، وحياتهم اليومية، على أن تأخذ شكل نصف دائرة أو شكل مستطيل بدون الضلع الرابع، حتى يتمكنوا من محاصرة من يتخطون البوابات الخارجية.
نكرر ما قلناه، على القيادات الأمنية فى الجيش والشرطة، أن تفكر وبشكل جاد فى بناء خنادق وطوابق تحت سطح الأرض لحماية أولادنا، صحيح أنها سوف تكلفنا ملايين الجنيهات، لكن حياة أولادنا أغلى بكثير من هذه الأموال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف