لم أكن يوماً من هواة متابعة مواقع التواصل الاجتماعى ولكنني قررت أن أدخل هذا العالم الافتراضى لمدة عدة أيام ووجدتني أصاب بالقرف واليأس والشك والإحباط وأنا أقرأ الخبر ونقيضه مع وجود آراء هادمة وتعليقات تافهة وألفاظ خارجة وتشف وغل وحقد واختراقات نجمات عديدة تبث سمومها في العقول واستنزاف للوقت والجهد بلا أدنى فائدة، ولكن العجيب أننى لاحظت ما أتابعه في أول اليوم أقرأه في صحف الصباح بدون التأكد من صحته أو توضيح الخبر من مصادره ثم أفاجأ في آخر اليوم ذاته بالفضائيات تنفق الوقت والمال للمتاجرة بهذه الأخبار الكاذبة دون توثيق للحدث أو بيان صحته من عدمها دائرة من العبث وأفراغ تطيح بما بقي من زفرات مكبوتة بداخل صدورنا ترجو النجاة والفرار من مصير يتربص بهذه الأمة التي تدمر وتطيح بكل ما بقي لها وتتمسك حتى النفس الأخير بالسلبية والاستنطاع والتهكم والهروب من تحمل مسئولياتها فى الإصلاح والعمل، وفي الوقت ذاته نتأكد مع مرور الوقت أن لا خطة ولا منطوق ولا رؤية للإصلاح وغياب الرجال الذين يستحقون أن يتصدروا المشهد بل العكس هو ما يحدث، وهو الخلاص من كل صاحب رؤية أو وجهة نظر حقيقية تحاول أن تمد يد العون لانتشال الوطن من محنته، الكل تخلي عنك يا وطن يبتاع كل ليلة على مقاهى الثرثرة والتفاهة والغباء.
خطوات الإصلاح الاقتصادى وتدنى الوضع الاستثمارى ومشاكل العمالة والمصانع المتوقفة والعقبات التى توقف عجلة الاستثمار واضحة ومعروفة للجميع واجتماعات متلاحقة مع رجال الأعمال والمستثمرين وتعاد الجولات الحوارية والتصريحات الجهنمية ومالنا نقف في المربع الأول لا حول لنا ولا قوة ولا نجد من يتخذ القرار بحل تلك الأزمات ولا حتى نجد من يحدثنا بصراحة وشفافية عما يحدث ودائما نترك الأمور للإشاعات التى تثير البلبلة والحيرة نريد حقيقة أن نحل أم أوقفنا الدوران للخلف؟
على كل من يدافع عن حرية الإبداع أن ينتبه ويعى دور الإبداع الحقيقي لا إبداع المراحيض والقمامة وعليه أن يفرق بين إبداع الأدب وإبداع قلة الأدب وعلى من يدافعون عن إبداع البورنو أن يستحوا من أنفسهم وأن يصمتوا خيرا للجميع فلا تصنعوا أبطالا من ورق.