البنك المركزي يخطط لإطالة آلية جديدة، يري قيادات في القطاع المصرفي أنها ستكون الأداة القوية التي ستمكن البنك المركزي من ضرب السوق السوداء، هذا السوق الذي توغل وأصبح يدار بشكل محترف.
الآلية تتيح للمستثمرين القادمين من الخارج الاستثمار في أذون الخزانة، عدم النظر إلي مخاطر العملة حيث ستؤمن البنوك مخاطر العملة، لمن يستثمر منه، وهو ما يعني أنه يحقق صافي عائد يصل إلي 8% بخلاف العائد علي أذون الخزانة، وسوف تتحمل البنوك العامة (الأهلي ومصر والقاهرة) تكلفة هذه الآلية، وهي آلية استثنائية لمدة سنة لحين تحسن موارد مصر الدولارية من السياحة والصادرات والاستثمار الاجنبي وقناة السويس.
اليوم نقول لمن كان منهجه الخصخصة العشوائية للقطاع المصرفي، فقد وقفت الوفد بقوة ضد خصخصة البنوك، خاصة بنك القاهرة، وحصلت علي جوائز من نقابة الصحفيين في الصحافة الاقتصاية والتحقيقات والحملات من أجل رفض بيع بنك القاهرة وبيع البنوك العامة.
البنوك العامة اليوم هي التي تحمل علي عاتقها دفع عجلة الاقتصاد، وإنقاذ مصر من الأزمات الطاحنة خاصة أزمة العملة، التي من الممكن ان تؤدي إلي إفلاس مصر، لعجزها عن سداد التزاماتها الخارجة خاصة من القروض وأقساطها وفوائدها، البنوك العامة تتحمل اليوم مخاطر تقلبات العملة من أجل جذب العملة الخضراء، وتتحمل تكلفة إصدار شهادات بلادي بالدولار واليورو بدون أي مصاريف إدارية، وبأعلي عائد علي العملات الأجنبية في العالم، حتي في بلادها الأصلية، وتتحمل تكلفة الشهادات الادخارية بالجنيه المصري من 12.5% التي اطلقتها قبل نهاية العام الماضي، والشهادات التي طرحتها مؤخراً بقيمة 15% من أجل جعل الجنيه المصري مخزناً للقيمة والقضاء علي ظاهرة الدولرة التي ظهرت في اعقاب القفزات التي حدثت في السوق السوداء للدولار.
وآلية تحوط الاجانب من مخاطر العملة، ستؤدي إلي إنهاء لأزمة العملة الأجنبية التي تقلق صانع القرار الاقتصادي والسياسي في مصر، ويتوقع أن تحدث تدفقات كبيرة للدولار، مما يدفع المركزي إلي إغراق السوق بالدولار والعطاءات الاستثنائية خلال الفترة القادمة، فيحدث بيع عشوائي للدولار، مما يؤدي إلي تراجع الدولار في السوق السوداء والبنوك.
وما نحتاجه دراسة جيدة للقرارات قبل صدورها، واستقلالية للبنك المركزي بعيداً عن توجهات الرئيس أو الحكومة، وحكومة قوية لضبط الأسواق وعدم تركها لعشوائية التجارة، والاستغلال والطمع، وأن يعمل الجميع إعلاماً ومسئولين وقطاعاً خاصاً ومجتمعاً مدنياً من أجل عبور مصر من الأزمات والمؤامرات التي تحيط به.