وصفتني «بأخت الرجال» وهم عزي وتاجي وأهل المكرمات
نعم، رجال النخوة والشهامة والمروءة بدون تعالٍ
سلمك وأعزك الله وبكل احترام أرجوك تأمل الآتي،
أنا أخت لنساء هن للعفة والكرم والمصداقية لعنواني
كلمتي كلمة رجل في صلبها وكلمة امرأة في صدقها وحسها
أنا أخت لرجال ونساء رضعوا الأخلاق والالتزام سواء
خلال العديد من الاجتماعات والندوات الإعلامية الخاصة والعامة، وللحظة بسيطة، ينتابني شعور غير مريح عندما ألتفت حولي وأتفحص الوجوه المحيطة وأدرك أنني المرأة الوحيدة بين الحضور من الإعلاميين ومديري التلفازات ورؤساء تحرير الصحف.
وأتساءل !!! أين تبخرت النساء؟ هل هناك نقص بالكادر الإعلامي النسوي ونقص بمؤهلاتهن وقدراتهن القيادية؟ أم نقص في إتاحة الفرص والثقة بقدرات المرأة؟ وفي نفس الوقت أشعر بالامتنان الشديد للمؤسسة الإعلامية التي أنتمي إليها والتي لا فرق فيها بين رجل وامرأة من حيث إتاحة الفرص والاستثمار بالقدرات البشرية الإبداعية بغض النظر عن الجنس أو الجنسية وعدم استخدام وظائف المرأة الطبيعية كالإنجاب والأمومة وأدوارها التقليدية المرتبطة بتدبير شؤون المنزل وتربية الأولاد كعائق أمام تطورها المهني.
والمضحك المبكي هي تلك الندوات الإعلاميه التي تبحث عن سبل تطوير الإعلام العربي وضرورة جذب قطاع الشباب والنساء، فالغالبية العظمى من الحضور هم رجال ومتحدثون يفتون بكيفية تطوير محتوى لجذب الجمهور النسائي والتطرق لمواضيع تهمهم
حقا !!!! وما أدراكم ماذا يهم الجمهور النسائي؟؟؟ وهل صحيح أن اهتمامات المرأة العربية تنحصر ببرامج الطبخ.
والأزياء والجمال وتخسيس الوزن . وأذكر هنا رد فعل أحد المنتجين الذي تحدث بحماس عن فكرته لبرنامج موجه للسيدة العربية، برنامج تغيير الشكل!! Makeover، والذي يبحث في مشاكل النساء وكيف أن «تحسين» مظهر النساء يلعب دورا مهما بتسهيل تحدياتهم الحياتية. فاقترحت عليه برنامج makeover موجهًا للرجال بنفس المفهوم، فانفجر ضاحكا قائلا «انت من المؤكد تمزحين؟»
وحدث ولا حرج عن تمثيل المرأة ألعربية في الإنتاجات التليفزيونية والسينمائية المحلية والتي هي بعيدة كل البعد عن واقع المرأة وتحدياتها اليومية. تمثيل مزر وفي تدهور مستمر والذي انعكس بشكل فاضح في مسلسلات رمضان لهذا العام، في أكثر من ثلاثين مسلسلا، من أصل مايقرب من ستين، نرى خطوطا درامية تعيش فيها المرأة في أسفل السافلين: تتعاطى المخدرات، بائعة للهوى، متاجرة بجسدها ولا حول لا ولا قوة!!! ولا أدري إن كنت أضحك أم أبكي عندما أرى الفيديو كليب العربية وتمثيل المرأة السخيف والسطحي والمهين في معظمها لاحترام المرأة ولذكائها وكيانها.
فوالله تاريخنا وواقعنا العربي المعاصر خصب ويلهم الحجر عندما يتعلق الأمر بتطوير دراما وسينما عربية مؤثرة.
كم سيدة تترأس تليفزيون أو إذاعة؟ كم محللة سياسية ترون في الأخبار؟ كم كاتبة تشارك في تطوير نصوص الدراما العربيه والتي يعتمد نجاحها على جذب جمهور النساء؟ هناك بعض النماذج القليلة ولكنها شحيحة وتعزز الاعتقاد أن للمرأة أدوارا محددة يمثل الخروج عنها أمرا مستهجن. فالشخصيات النسائية العربية الأكثر ظهورا في وسائل الإعلام هي من الفنانات والرياضيات وسيدات الأعمال وتركيز وسائل الإعلام على الفئة العمرية 20 و40 سنة وتتجاهل الفتاة في سن الطفولة والمراهقة أو المرأة في سن الكهولة والشيخوخة رغم أن هذه الفئات لها مشاغل ومشاكل واحتياجات مختلفة.
وتدل كافة الدراسات بأن تغيير الصورة السائدة للمرأة في الإعلام العربي، هو الخطوة الأولى على طريق تغيير نظرة المجتمع للمرأة، ولا يمكن أن يستمر الإعلام في استخدامه المرأة على أنها مادة صحفية تنتهي بانتهاء الإعلان، لأن اللغة التي تستخدم في الإعلام تبقى حية في الأذهان لفترة طويلة، لذلك علينا رصد صورة المرأة في الإعلام العربي، والتصدي لما يكرس النظرة السلبية لأدوار المرأة ويمنع تقدمها تحت ذريعة الفروقات البيولوجية بين الجنسين.
نحن بإذن الله رجالا ونساء لا فرق أمام الله سيان.