د . أحمد عفيفى
المؤتمر الاقتصادي والإصطفاف الوطني
منذ أن خلق الله الأرض وما عليها والصراع قائم بين بني البشر لامتلاك ثروات الكون ومن أجل هذا ومنذ مطلع التاريخ الإنساني وأبناء الحروب تتواتر هنا وهناك في كافة أرجاء المعمورة سواء بين الأفراد أو الجماعات أو القبائل أو الدول وبعد الحرب العالمية الثانية وانتصار دول الحلفاء علي دول المحور أصبح امتلاك القوة العسكرية هو الفيصل في تحديد مكانة ومراتب الدول علي خارطة الاقتصاد العالمي وذلك لأن كثيراً من الدول تمتلك مقومات الثروة ولكنها لا تمتلك مقومات استغلالها والحفاظ عليها.
فالدول المنتصرة في الحرب والتي تمتلك القدرات العسكرية العالية وأسلحة الردع أوجدت لنفسها المبرر للتحكم في مقادير واقتصاديات دول أخري لا تمتلك هذه القوة وانقسم العالم قسمان حيث سيطرت الولايات المتحدة علي أوروبا الغربية التي أنقذتها من الاحتلال النازي وسيطر الاتحاد السوفيتي علي أوروبا الشرقية التي أنقذها من ألمانيا النازية كان وعد بيلفور قبل هذا التاريخ قبل الحرب العالمية الأولي هو المكافأة التي أعطتها بريطانيا ليهود أوروبا مقابل تمويل اليهود لهذه الحرب ليصبح لليهود وطن علي أرض لم تكن يوماً ملكاً لهم لتصبح إسرائيل من 1948 وحتي يومنا هذا سبباً لاستنزاف موارد دول المنطقة وخلق مبرر للهيمنة الاقتصادية علي دول الجوار لهذا الكيان المغتصب وهو نفس ما حدث باحتلال أمريكا للعراق حيث اختلقت أمريكا مبررات وهمية لنهب ثروات دول الخليج وإيجاد مبرر لوجود قواعد عسكرية بهذه المنطقة وما يحدث الآن بدول سوريا واليمن وليبيا والسودان وتونس ومصر ما هو إلا استكمال لهذا السيناريو القذر ضمن مخطط التقسيم الجديد للمنطقة الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية.
ولولا ما حدث بمصر في 30 يونيه لتحقق لهم ما أرادوا وهيمنوا وفتتوا دول الشرق الأوسط بشكل يفوق ما خططوا له ولكن الله سلم لتأتي قيادة وطنية تضع نصب أعينها مصالح المصريين والعرب فنجد بوادر تنويع مصادر التسليح والانفتاح المتنوع علي اقتصاديات العالم والتكامل مع دول الجوار والمحيط العربي والتنسيق مع المحيط الأفريقي وبوعي كامل تتبني مصر مد وتوسعة الشريان المائي العالمي ليصب في صالح البشرية كلها.
ولكن النوايا الطيبة لا تحقق الأحلام لذا وجب علينا الآن أن نصطف شعباً وقيادة تحت راية الوطن لإنجاح هذا المؤتمر لدحر الأغراض الدنيئة للحاقدين وهذا يتحقق من خلال تفعيل قانون الاستثمار الصادر في ثوبه الجديد وحل مشكلات المستثمرين العالقة في المحاكم الدولية وتوفير كافة الضمانات الأمنية للحفاظ علي رءوس الأموال والتنسيق الكامل مع شركات التأمين العالمية والمحلية لتوفير الغطاء التأميني لتلك المشروعات وطرح المشروعات المقترحة من خلال تقديم دراسات جدوي حقيقية مع ضمان الحكومة لمد الخدمات اللوجيستية لتنفيذ تلك المشروعات وقبل كل هذا يأتي دور وسائل الإعلام التي يجب أن تتبني فكرة إنجاح المؤتمر بعيداً عن الأهواء الشخصية وذلك لأنه لا يعني توفير فرص عمل وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة وتوفير فرص عمل وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة وتوفير خدمات وإقامة صناعات وأن ما تحقق ذلك فيعني تحقيق أهداف الشعب من عيش كريم وحرية وعدالة اجتماعية.
ولن يقتصر الأمر علي ذلك بل ستمتد آثار نجاحه علي تعزيز موقع مصر الاستراتيجي وسنري سباقاً محموماً من القوي العالمية لعمل شراكات معها علي كافة المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية..وللعرب أقول استنفروا طاقاتكم وحرروا إرادتكم فبدون القوة العسكرية المشتركة والشراكة التنموية والاقتصادية والمعلوماتية والأمنية ستئول الأمور إلي الأسوأ وما داعش وغيرها من المخططات السوداء ما هي إلا مقدمات لنهايات مفزعة تتبناها قوي الشر في العالم فاللحظة فارقة والتحديات جسام لذا فرهاني علي نجاح المؤتمر ينصب علي فطنة المصريين وذكاء العرب وتعاون الأصدقاء..ولكي نتعلم من دروس الماضي علينا أن ندرك أن الاستقلال الاقتصادي هو شريط ومقدمة أساسية للاستقلال السياسي لذلك التفتت القيادة المصرية منذ اللحظة الأولي إلي النهوض بالاقتصاد المصري وربما كان المؤتمر الاقتصادي هو الخطوة الأولي نحو جذب الاستثمارات العربية والأوروبية والعالمية إلي مصر.