السيد البابلى
رأي - "الأشقاء".. والعاصمة الجديدة.. ونافع
وحضر الأشقاء من دول الخليج العربية مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري.
وكانوا عند حسن الظن.. يظهر معدنهم الحقيقي في الأزمات. وأعادوا إلينا ذكريات حرب أكتوبر العظيمة في عام 1973. عندما انتصرنا بتعاون وتلاحم ومساندة الأشقاء وعلي رأسهم المملكة العربية السعودية.
واليوم يتكرر موقف جديد في تاريخ العلاقات المصرية الخليجية القائمة علي التكامل والمحبة.
فحزمة المساعدات الخليجية التي تصل لنحو 12.5 مليار دولار "نحو مائة مليار جنيه مصري" جاءت في وقت نتطلع فيه إلي كل الدعم لبناء مصر الجديدة والخروج من منحنيات بالغة الصعوبة تهدد بإنعدام الاستقرار والأمن في المنطقة كلها.
ووقفة الأشقاء الحازمة والمستمرة تستوجب الشكر والعرفان. وستظل راسخة في أذهاننا عنوانا للأخوة الصادقة وتأكيدا علي علاقات قوية واضحة. وضربة قاضية لمحاولات الوقيعة بين مصر والأشقاء عبر بث تسريبات مفبركة أو حوارات مغلوطة أو إدعاءات كاذبة.
ان العلاقات بين مصر والأشقاء في الخليج تجاوزت أي مرحلة وأي امكانية للعبث بها ومعها.. وهي مرحلة إما أن نكون أو لا نكون.. فالمصير واحد.
* * *
وانتقل بنا المؤتمر الاقتصادي إلي مرحلة تحويل الأحلام إلي حقائق ومشروعات.
ومن أحلامنا علي مدار عدة عقود أن يكون هناك عاصمة إدارية جديدة لمصر. تخفف من الضغط والزحام علي القاهرة وتفتح المجال أمام تحقيق خطوات الحكومة الالكترونية وتكون كيانا حضاريا جديدا يتناسب مع تطورات العصر.. والأفكار المطروحة للعاصمة الإدارية الجديدة شرق محافظة القاهرة مبشرة بالخير وواعدة. ويستغرق تنفيذها سنوات عديدة.
وسيمثل البدأ في تنفيذ العاصمة الجديدة زيادة في قيمة الأراضي والاستثمارات في المنطقة المحيطة بها وسيرفع من أسعار المدن الجديدة المجاورة. وسيدفع في اتجاه تحسين الطرق والخدمات بشكل سريع متلاحق. يفتح افاقا جديدة لمشروعات مختلفة ويحدث رواجا ونشاطا اقتصاديا مكثف.
ونحن نأمل أن يكون هناك استفادة من تجارب مماثلة في هذا الشأن. مثل المدينة الإدارية المتكاملة التي أقامها رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد في كوالامبور والتي اقيمت بشكل استوعب كافة وزارات الدولة ومساكن للموظفين والوزراء وفنادق لاستقبال ضيوف الدولة ومقرا دائما للحكم.
إن المؤتمر الاقتصادي منحنا شعورا بالتفاؤل في أن نفكر ونحلم ونتطلع لما كنا نعتقد أنه من المستحيل حدوثه.
* * *
قبل عدة سنوات صدر كتاب للكاتب الأمريكي الشهير ستينفي جرين بعنوان "إسرائيل في العقل الأمريكي".. والكتاب كان يتحدث بفكرة واضحة عن أن أي قرار أمريكي لابد أن يأخذ في الاعتبار مصلحة إسرائيل لأن إسرائيل في عقل وقلب كل مسئول أمريكي.
وتمر سنوات ويأتي جون كيري وزير الخارجية الأمريكية ليتحدث في مؤتمر عن مصر ومستقبل مصر. ولأن إسرائيل هي التي في العقل الأمريكي. فإن كيري أخطأ في خطابه وبدلا من أن يقول "لابد أن نسعي جميعا من أجل مستقبل مصر" فإنه قال "لابد أن نسعي جميعا من أجل مستقبل إسرائيل".. ولا عجب في ذلك. ففي الصراحة راحة للجميع..!
* * *
ويوم الجمعة القادم ستكون الجولة الثانية في انتخابات نقابة الصحفيين والتي ستجري في مقر النقابة. هذا المبني الحضاري الفخم الذي يعود الفضل في إقامته إلي الأستاذ إبراهيم نافع الذي لولاه ما كان يمكن ان يتم تشييد هذا المبني الرائع الذي يمثل إنجازا يجب أن ينسب لصاحبه الذي كان أخر النقباء الكبار في النقابة المصرية العريقة.
وقد أتي بعد إبراهيم نافع الأستاذ مكرم محمد أحمد الذي كان اسما لامعا في عالم الصحافة يؤهله ويمنحه الأحقية لكي يكون متحدثا عن المهنة ونقيباً للصحفيين في مصر.
ومنذ أن قامت ثورة يناير 2011 فإن النقابة دخلت في مرحلة جديدة من الإنقسامات السياسية والحزبية وتحولت من نقابة لكل الصحفيين إلي نقابة تخدم أجندات معينة لصالح أحزاب وجماعات سياسية ودينية.
ومازالت النقابة بعيدة عن الشكل الذي إعتدناه عليها طوال كل العقود الماضية. ومازلنا في مرحلة البحث عن قامات بحجم حافظ محمود وكامل زهيري وصلاح جلال وإبراهيم نافع ومكرم محمد أحمد..ولأن "النقيب" الذي نتطلع إليه مازال غائبا. فإن الحماس كان أيضا غائبا عن المجموعة الصحفية عند التصويت في المرة الأولي. ولا يوجد ما يشير إلي أن الاقبال سيكون كبيرا في الجولة الثانية بعد عدة أيام.
وأيا كان الحضور في الجولة الثانية فسوف يكون هناك اختيار لنقيب جديد. ولكنه لن يأتي بقوة وبحسم. فسيكون الانتخاب بأقلية ضئيلة و"بشلة" تخطف النقابة مرة أخري. وترسم ملامح وتصورات العمل الصحفي وفقا لرؤيتها وقناعاتها. وتدفع المجموعة الصحفية الثمن لأنها تقاعست عن المشاركة وتقديم وجوه مقنعة وآثرت الانسحاب والمشاهدة.. وهذه هي عواقب السلبية والابتعاد عن الساحة.
* * *
أما مصير الدوري العام لكرة القدم فمازال غامضا ومعلقا. وان كانت النية تتجه إلي إلغاء الدوري وعدم استكماله هذا العام.. ولا عزاء للزمالك وفريق الأحلام..!