أحمد الله أن جيلنا عاش وشهد هذا الحشد الهائل غير المسبوق في تاريخ مصر بحضور الملوك والرؤساءء ورؤساء الحكومات ورؤساء الوفود ورؤساء كبري الشركات العالمية.. شعرنا بالفخر والسعادة الغامرة وهم يتحدثون جميعا عن مصر بحب وكلام نابع من القلب.
لأول مرة في تاريخ مصر يحضر هذا الحشد ويجتمعون في مدينة واحدة بل تحت سقف قاعة واحدة.. انهم قادة العالم وليسوا مجرد وفود سياحية.. جاءوا يشاركون في مؤتمر مصر المستقبل الذي ولد عملاقا فاق نجاحه كل توقعاتنا.
مبادرة ملوك وامراء الاشقاء بدعم اقتصاد مصر ب 12.5 مليار دولار وأكثر من مائة مليار جنيه عسي ان توضع في مكانها الصحيح ويأتي من ورائها عائد يفيد المواطن ويحسن من وضعه الاجتماعي ويحقق فرص لتشغيل الشباب العاطل وهو طاقة هائلة مهدرة.
بالطبع كل الشكر والتقدير للاشقاء الذين ساهموا في دعم اقتصاد مصر وأقصد الكويت والسعودية والإمارات وسلطنة عمان.. وتستحق الشكر أيضا السيدة كريستين لاجارد رئيس صندوق النقد الدولي التي حرصت علي الحضور بطائرة خاصة برغم ارتباطها باجتماعات هامة في المانيا والهند وكانت لفتة رائعة منها ان تتبرع من الصندوق الدولي بمبلغ 400 مليون دولار للفقراء المعدمين وعبرت عن فرحتها الكبري بحضور المؤتمر وزيارة مصر.
الكلمات التي القاها الزعماء والرؤساء والضيوف كانت اكثر من رائعة.
قال الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية إن المؤتمر صاحب فكرته خادم الحرمين الشريفين المغفور له باذن الله الملك عبد الله بن عبدالعزيز وان مصر تستحق منا الكثير والكثير.
قال الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء بالامارات حاكم دبي إن مصر هي وطننا الثاني والوقوف بجانب شعبها واجب.. ان الوقوف مع مصر الحاضر هو بث الروح في مستقبل الأمة وقال أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح إن فكرة المؤتمر تؤكد الرؤية الحكيمة للملك الراحل عبد الله بن عبدالعزيز والذي حالت مشيئة الله ان يراها وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.. ان جيشها قادر علي دحر الإرهاب.
قال الرئيس السوداني قوة مصر وعزتها هي قوة وعزة السودان والأمة العربية والإسلامية وبعث هيلا ماريام ديسالين رئيس وزراء أثيوبيا برسالة إلي أبناء وبنات مصر أولاد النيل قائلا بأن مصير مصر وأثيوبيا واحد فأما أن نغرق معا واما ان نعوم سويا وان أثيوبيا قد اختارت السباحة مع مصر سويا وقال إن رفاهية مصر هي رفاهية لأثيوبيا.
قال ماثيو رينزي رئيس وزراء إيطاليا نحن علي ثقة في مواجهة مصر لتحديات الإرهاب وقال إن حربكم حربنا واستقراركم استقرار لنا وللعالم أجمع.
وبصراحة كانت كلمة جون كيري وزير الخارجية الأمريكية ان كانت من القلب فعلا كلمة مؤثرة وذات مغزي ومعني كبير حيث قال لدينا جميعا مصلحة في نجاح مصر التي تحتاج إلي تنمية مستدامة وقال إن بزوغ مصر التي تشكل ربع سكان العالم العربي كقوة ديمقراطية قوية يعد أمرا حاسما لتطوير المنطقة.
الحقيقة أننا لم نكن نتوقع هذا النجاح للمؤتمر الذي ينعقد وسط ظروف صعبة من الافعال الاجرامية التي ينفذها المجرمون منذ شهر بالتفجيرات اليومية لإرهاب الضيوف وتهديدهم بعدم الحضور لكن ثقة الملوك والرؤساء الضيوف باستعادة مصر عافيتها وقدرتها علي دحر الإرهاب جعلهم يقبلون وباعداد اكبر مما توقعنا أو تصورنا.
نحن نهنئ انفسنا بما تحقق في اليومين السابقين من نجاح ونتمني ان تكون البداية لمصر الجديدة فعلا.. مصر المستقبل فعلا وليس قولا.. كفانا شعارات كذابة.. دعونا نبدأ من اليوم!