عبد الرحمن فهمى
ذكريات - فلنسجد جميعاً حمداً وشكراً
* فلنسجد جميعاً لله حمداً وشكراً.. وإن كنت أفضل ركعتي شكر. وحمد.. ولكن إمام المسجد قال لي: إن المأثور عن سيدنا محمد "صلي الله عليه وسلم" هما الركعتان. في حديقة كان قد مر بها.. فقط... ولكن شيخا كبيرا آخر في نفس اللحظة قال لي: إن السلف الصالح كانوا جميعاً يصلون ركعتي الحمد والشكر.. والرأي عندي أنه لو سجدنا وركعنا 24 ساعة سنقول: ربنا ما عبدناك حق عبادتك.. لقد وضعتنا علي الطريق. ونجونا برحمتك من التمزيق والضياع.
ياه... بعد ستين سنة حروبا. ومؤامرات. وانقلابات. دفعنا فيها دم قلبنا.. بعد ستين سنة أضعنا فيها كل شيء.. أضعنا السيادة الزراعية "مصر سلة قمح العالم".. والسيادة الاقتصادية "الجنيه أغلي من الذهب".. والسيادة الدينية "الأزهر أقدم منارة إسلامية في العالم. كان شيخه. ثاني رجل في مصر. تحول إلي موظف في مجلس الوزراء!!!... لا حول ولا قوة إلا بالله".
اعذروني.. فأنا أكتب الآن وأنا منفعل بعد طول جلوسي أمام الشاشة أمس الأول. وصباح أمس.. وفي مثل سني وعمري يتصور أننا في بداية عهد محمد علي الكبير. الذي جاء فوجد الاحتلال الأجنبي. ثم المماليك قد أضاعوا مصر للأبد. فبني مصر من جديد.. أو في بداية عهد الخديو إسماعيل. الذي أراد أن يجعل مصر قطعة من أوروبا فشق القناة وبني الأوبرا. فتآمروا عليه.. أو في نهاية عهد أنور السادات الذي أعد كل شيء ليلة مقتله. ليقفز فوق البحر المتوسط. ويدخل قارة أوروبا. فلم تعد قارة أفريقيا تليق بطموحاته. فقتلوه!!!
* * *
نحن الآن نعيد ذكري معجزات "آسيوية".. الصين والهند واليابان وكوريا وماليزيا وسنغافورة وغيرها.. ولكن معجزتنا نحن أكبر وأخطر. وسيسجلها التاريخ بإذن الله.. الدول الآسيوية بنت نفسها باليدين الاثنتين.. نحن نبني بلدنا بإذن الله تعالي بيد. وندافع عن بلدنا بيد أخري.. نحن نمسك بالفأس بيد. والبندقية باليد الأخري.
لا تقارن الرئيس السيسي بهؤلاء القدامي. الذين حاربوا أيضاً الجماعة الشريرة.. عبدالناصر والسادات. ومن قبلهما النقراشي وعبدالهادي. كانوا يحاربون جماعة في طريق النمو والدعوة.. السيسي يحارب اليوم نصف الكرة الأرضية.. وهذه الجماعة مجرد أيادي مأجورة مرتشية بلا ضمير. لقوي عالمية تملك كل شيء.. مالا ونفوذا. وسلاحا ومخابرات.. وكل شيء.. نحن ندافع عن أنفسنا أمام عدوين.. عدو خفي يخطط ويمول ويستخدم نفوذه دولياً.. وعدو جاهل غبي. يعمل ما يُملَي عليه. وهذا هو الظاهر الذي نمسك به ونحاكمه!!!
* * *
صباح أمس.. قبيل أن أكتب هذا العمود مباشرة. رأيت علي الشاشة توقيع المسئولين في الإمارات علي عقد بناء عاصمة مصر الجديدة.. كدت أحتضن التليفزيون.. حلم مصر منذ الستينيات.. ثم حلم مصر منذ السبعينيات. ومدينة السادات.. ولا أقول حلم مصر بعد ذلك.. فلم نكن نحلم في آخر ثلاثين عاماً.. كانت كلها "كوابيس"!!!... منهم لله.
معظم دول العالم شيدت عواصم جديدة حتي نيجيريا في أفريقيا شيدت "أبوجا" بدلاً من "لاجوس"!!!... حتي الدول التي لم تبن عواصم جديدة نقلت كل مؤسسات الحكم إلي عاصمة جميلة أخري مثل الرئاسة. والبرلمان والوزارات والسفارات مثل اليابان وجنوب أفريقيا وغيرها.
* * *
المؤتمر الاقتصادي لم ينتصر فقط علي كل الحروب العلنية والخفية. والمؤامرات والتهديدات.. بل انتصر أيضاً علي كل "الخرافات".. قالوا يوم الجمعة فيه "ساعة نحس".. فإذا بيوم الجمعة هذا بالذات. فيه أعظم ساعات سجلها تاريخ مصر.. قالوا رقم 13 "مارس" نحس.. فإذا بهذا اليوم يتحول إلي أحد أهم أيام تاريخ مصر المحروسة.. وسنظل ننتصر بإذن الله تعالي علي الأعداء وعلي الخرافات أيضاً.. ونظل نسجُد لله شكراً وحمداً.. إن شاء الله تعالي.