كل يوم تطالعنا الصحف بمواضيع غريبة.. ولكن لابد أن اقرأها وأكتب فيها.. فهي حياتي كلها.. حتي قبل أن أعمل بها.
مانشيت في صفحة الرياضة..
العثور علي "وثيقة تاريخية للزعيم الخالد"!!.. المهندس عبدالحكيم عبدالناصر عثر علي الوثيقة التاريخية التي أصدرها جمال عبدالناصر بخط يده "تصور بخط يده" بتخصيص الأرض المقام عليها حالياً مركز شباب الجزيرة!!
بداية هذه الأرض هي ثلث أرض نادي الجزيرة أقدم وأكبر وأشيك وأجمل ناد لا في مصر بل في أفريقيا وآسيا وتنافس إن لم تكن أفضل من كل أندية أوروبا وأمريكا.. لقد تم اقتطاع هذا الجزء الهام من النادي العريق خلال موجه التأميمات والمصادرات والاعتقالات عقب الانفصال عن سوريا!! في أول الستينيات!!
ولم يكن هذا القرار منفرداً.. بل معه في نفس اليوم ونفس الساعة.. نفس القرار بالنسبة لنادي هليوبوليس بمصر الجديدة.. تم اقتطاع ثلث مساحة النادي رغم ضيقه أساساً!!
* كان الكلام أيامها:
كيف يكون للعائلات والأسر الكبيرة الطيبة الكريمة نوادي بهذا الجمال والروعة ولا يكون لباقي أفراد الشعب نوادي أيضاً؟؟
وكان ردنا أيامها:
هناك أندية أخري كثيرة.. وعلي مستوي عال أيضاً.. واشتراكاتها معقولة.. ولكن أهم من هذا كله تم إنشاء المجلس الأعلي للشباب والرياضة عام ..1956 أي قبل سقوط الوحدة مع سوريا بأكثر من خمس أو ست سنوات!!.. وكان الغرض من إنشاء هذا المجلس في شقتين في عمارة كبيرة فخمة في شارع يوسف الجندي خلف ملحق الجامعة الأمريكية.
كان الغرض من هذا المجلس هو إنشاء مراكز شباب في كل قري ونجوع وأحياء المدن الكبيرة لدرجة أننا بنينا خلال أول عام ما يقرب من سبعين مركزاً حوله أرض فضاء!! وكان المطلوب أن يمارس الشعب كل الشعب الرياضة أية رياضة أو أية هواية لدرجة أننا أنشأنا بجوار كل مركز شباب قصر ثقافة للفن.. قال يومها خروشوف لعبدالناصر إن الشعب الذي يمارس الرياضة أية رياضة ولو المشي فقط ويهوي الفن هذا الشعب سيكون خير شعوب العالم..
*فماذا حدث بعد ذلك؟؟
استغل أنصار هذا العهد البائد مراكز الشباب وقصور الثقافة لصالحهم الخاص!! استولوا عليها وأصبح استغلالها باشتراكات!! وتدفع الدولة شهرياً إعانة لكل مركز وقصر ثقافة لتوضع مع الاشتراكات في جيوب رجال ونساء العهد البائد!! عضو البرلمان عن الحي أو القرية يتخذ مركز الشباب مقراً انتخابياً له أثناء الانتخابات ومكتباً خاصاً به خلال فترة المجلس مقابل زيادة في الإعانات التي تدفعها الحكومة!!
كوارث ومهازل.. وضياع.. وأيضاً هزائم وفقدان أراضي واحتلال غيرها!! وخسائر مادية وخسائر معنوية أهم من المادية!!
* تصوروا.. الجزء الذي تم اقتطاعه من نادي الجزيرة تم تحويل كل مجالس إدارته إلي النيابة العامة بتهم مختلفة.. مجلس بعد مجلس!! بل تم تحويل مسئولين في المجلس الأعلي للشباب والرياضة للمحاكمة وصدرت ضدهم أحكام بسبب تهم أخري تم ارتكابها في هذه المنطقة!! ولن أزيد!!
* المهم.. أو قل الغريب والعجيب.. المضحك المبكي.. أن وزارة الشباب والرياضة سعيدة جداً بالحصول علي هذه "الوثيقة التاريخية".. تصوروا "التاريخية" لذا سيتم تعليقها علي جدران المركز الذي تم صرف الملايين عليه بلا داع.. فقد كان هذا الجزء بالذات من أجمل أركان النادي قبل الاستيلاء عليه!!
في نفس الصحيفة رئيس الوزراء يقول لنواب محافظة الشرقية فهو يجتمع مع نواب كل محافظة علي حدة منذ فترة قبل المواجهة المميتة القاتلة يقول رئيس الوزراء إن عجز الميزانية وصل إلي 864 مليار جنيه والخزانة بها 164 مليار جنيه فقط للخدمات!!
طيب ما أنتم السبب!!
* وتقرأ في صحيفة أخري أن رئيس الوزراء مُصر علي التعديل الوزاري.. وربما نفاجأ بحلف يمين 11 أو 12 وزيراً جديداً!! أمس أو اليوم أو غداً..
ماذا أقول.. ربنا يستر!!