طارق الأدور
الوجه الآخر للانتصارات الأفريقية
لست مع المبالغة في الفرحة لتأهل الأندية المصرية الأربعة الأهلي والزمالك وإنبي والمقاصة إلي دور ال 16 لبطولة دوري أبطال أفريقيا والكأس الكونفيدرالية لأن الأندية المصرية سادت البطولات القارية لفترات طويلة عندما كان فريقان مصريان يحققان الكأس ذاتها.
حدث ذلك أعوام 1984 و1986 و1993 و1996 عندما جمعت الأندية المصرية بين اللقبين ووقتها كانت بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري وبطولة كأس الكئوس.
نعم مرت الكرة المصرية بأسوأ عصورها خلال السنوات الأخيرة ولكن لا يعني ذلك أن تتجاوز الفرحة حدود المألوف وبخاصة أن كل الأندية التي واجهت ممثلي مصر الأربعة كانت دون المستوي ولم تكن من الفرق العملاقة.
الشئ الايجابي في انتصارات الأندية المصرية هو اللعب علي الفوز خارج الديار وهو الأمر الذي لم يكن موجوداً من قبل ولكن الآن حققت كل الأندية المصرية عدا الأهلي انتصارات خارج ملاعبها.
المقاصة الذي يخوض أول بطولة أفريقية في تاريخه حقق الفوز خارج ملعبه في الدور التمهيدي علي الجيش الأثيوبي بينما حقق الزمالك الفوز علي يونيون دوالا في دور ال 32 بهدف في الكاميرون وحقق إنبي أعلي الانتصارات بالفوز علي أفريكا سبور الايفواري 2/صفر في عقر داره قبل ان يرفع رقم الفوز إلي 6/1 بعد الفوز في لقاء العودة علي ملعبه.
الأهم الآن هو النظر إلي المرحلة القادمة في دور ال 16 التي يلعب فيها الأهلي أمام يانج أفريكانز التنزاني والزمالك مع مولودية بجاية الجزائري وإنبي أمام مونانا الجابوني والمقاصة أمام النادي الرياضي القسنطيني لأن الهدف الآن هو استعادة السيادة الأفريقية بالفوز باللقبين بعد ان خرجنا صفر اليدين من المشاركة المصرية الرباعية في العام الماضي.
وأهم ايجابيات المشاركة الأفريقية هذا العام أنها كشفت ايجابيات وسلبيات الفرق المصرية أمام الأجهزة الفنية قبل المراحل الأقوي في البطولة.
الزمالك كسب استعادة الثقة وتعرف جهازه الفني بقيادة اليكس مالكيش علي قدرات الفريق واستعادة الروح القتالية وتطور مستوي أداء بعض الخطوط وعلي رأسها الدفاع الذي كان وراء فوز الزمالك بلقبي الدوري والكأس في العام الماضي.
الأهلي اكتشف أكبر نقاط ضعفه الآن وهو إهدار الفرص الذي وصل إلي نسبة غير مسبوقة لفريق يصل إلي المرمي المنافس أكثر من 40 مرة ويسجل هدفاً واحداً.
كما بدأت بصمات مارتن يول تظهر في سرعة الهجمات التي أصبحت عنوان الأهلي بالانطلاق السريع من الوسط والتمريرات التي تعتمد في النهاية علي مهارات القادمين من الخلف.
أما إنبي فقد جاءت بطولة أفريقيا بمثابة الانقاذ للفريق الذي حقق انجازات رائعة في العقد الأخير ولكنه تراجع هذا الموسم حتي وصل إلي عاشر الدوري.
ولاشك في أن تولي حمادة صدقي تدريب الفريق أكبر الأثر علي استعادة الفريق أسلوبه الهجومي الذي يعتمد علي الهجوم المرتد اعتمادا علي سرعة رءوس الحربة المتأخرين بجانب استعادة الغزارة التهديفية بتسجيل نصف دستة أهداف في مباراتين.
أما المقاصة فهو الفريق الذي يستحق أن نرفع له القبعة لأنه يشارك لأول مرة أفريقيا مقابل مشاركات وخبرات قارية كثيرة لباقي الفرق المصرية.
المقاصة فاز في 3 مباريات من 4 خاضها في الكونفيدرالية ونجح المدير الفني الكفء ايهاب جلال في وضع بصمة فنية علي الفريق تجعله من أفضل الأندية المصرية أداء هذا الموسم.