مصطفى هدهود
حضور الجمهور مباريات كرة القدم
يتم إجراء مباريات كرة القدم بالدوري والكأس المصري بدون جمهور منذ ثورة يناير 2011 وذلك لأسباب أمنية تجنباً لأي أحداث إرهابية قد تحدث داخل تجمعات الجماهير بالمدرجات أو أثناء الدخول والخروج من الملاعب.
ولقد حاولت الدولة اتخاذ إجراءات لرجوع الجمهور لمباريات الدوري العام لكرة القدم العام الماضي ولكن لسوء الحظ وقعت أحداث ملعب الدفاع الجوي أثناء مباراة الزمالك وإنبي والتي أدت إلي وفاة عشرات الشباب من المتفرجين أثناء دخولهم الملعب بسبب التدافع مما أدي إلي إلغاء القرار واستكمال المباريات بدون جمهور حتي الآن.
وبنظرة متأنية للموقف الحالي نجد أهمية إعادة النظر وإجراء الدراسات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والشبابية لعودة الجمهور لمباريات كرة القدم حيث سيحقق ذلك العديد من الفوائد الإيجابية للدولة والشعب :
1- امتصاص طاقة الشباب وإحداث تقارب اجتماعي بين المشاهدين وتقليل تواجدهم في الكافيهات والقهاوي لمشاهدة المباريات وشرب السجائر وتعاطي بعض أنواع المخدرات وإهدار المال المتوافر لديهم في أشياء ضارة بالصحة.
2- عودة روح الأسرة وإعادة المناظر الجميلة بالمدرجات تدريجياً.
3- عودة روح الانتماء للوطن من خلال بث روح الانتماء لفريق كل مشجع دون تعصب لأن كرة القدم والرياضة عامة هي إحدي الوسائل الايجابية لبث روح الطمأنينة والانتماء للأسرة والنادي والوطن لدي الصغار والشباب والكبار.
4- تحقيق عائد اقتصادي ومالي للأندية وتقليل الاعتماد علي الدولة لدعم الأندية مادياً.
5- رفع الروح المعنوية والقتالية لدي اللاعبين مما يؤدي إلي رفع المستوي الرياضي لهم وتربية جيل جديد من اللاعبين العالميين أمثال محمد صلاح والنني والذين يعتبرون أفضل سفراء لمصر في الخارج ووسيلة هامة لتعريف شعوب العالم بمصر وللقضاء علي حالة الاكتئاب السائدة حالياً داخل الشباب والأسر المصرية.
6- إحداث حالة من الحراك الشعبي والتفاعل بين المواطنين أثناء الذهاب والتواجد والعودة من الملاعب.
7- القضاء علي ظاهرة روابط المشجعين المتعصبين لكل ناد مما يسمي بالأولتراس.
ونري إمكانية تنفيذ ذلك من خلال إعادة الاجتماعات بين السيد وزير الشباب والرياضة والتنمية المحلية والداخلية ورؤساء النوادي المشاركة في الدوري العام الممتاز والدرجة الثانية ويليها اجتماعات بين السادة الوزراء ورؤساء النوادي وممثلين من روابط الاولتراس بكل ناد لدراسة وتحديد اسلوب عودة الجماهير للمدرجات ويمكننا النظر لما يحدث في ملاعب كرة اليد والحضور الجماهيري الكثيف لمباريات كأس افريقيا لكرة اليد دون حدوث أية أحداث أو أزمات.
وأري أن الشعب المصري من أفضل الشعوب وأكثرهم حباً لوطنهم ولذا فإن التحرك الإيجابي للمسئولين والشعب سيؤدي إلي نجاحنا في إعادة الحياة مرة أخري للملاعب والتي تؤثر إيجابياً علي عودة الحياة الإيجابية بين الشعب المصري وإعادة الحياة الطبيعية المماثلة لما يحدث للعالم كله وهي الحياة الايجابية وليست السلبية ويمكننا النظر لفرنسا والأحداث الإرهابية التي حدثت حول الملعب الرئيسي بباريس ولكن لم تمنع الدولة إقامة المباريات ولم تمنع حضور الجماهير لأنه لابد من محاربة الإرهاب الذي يريد أن يجعل المواطنين في حالة معيشية سلبية مستمرة وأن يعيش الوطن في حالات استثنائية ولذا فإن أفضل وسيلة لمحاربة الارهاب هو أن يعيش الشعب والدولة بصورة طبيعية وأن يتم كل شيء دون تغيير وأهمها إجراء مباريات كرة القدم بأسلوب عادي وإعادة الجماهير للحضور بأسلوب تدريجي وبضوابط أمنية دون تعكير لصفو الجمهور ودون اتخاذ إجراءات تعسفية ضدهم ولكن بأسلوب هادئ وحضاري وإعادة الحب والابتسامة للشعب المصري والشرطة المصرية.
وفقنا الله جميعاً وتحيا مصر ويحيا الشعب المصري والشرطة والجيش.