علاء عريبى
رؤى -أسئلة كمائن الموت المشروعة
السؤال الذى يجب أن نطرحه بدون أية حساسيات: ما الذى يجبر أولادنا فى الشرطة على الوقوف فى الكمائن؟، ما الذى يعود على أسرهم بعد استشهادهم برصاص غادر أو قذيفة هاون أو قنبلة صناعة محلية بعشرين جنيهاً؟، ما الذي ستستفيده زوجته وأولاده أو والداه بعد وفاته؟، ولماذا يضحى أولادنا فى جهاز الشرطة بأرواحهم وبيوتهم وبمستقبل أسرهم؟، هل لحماية الوطن أم لتنفيذا خطط وفكر قيادات فاشلة؟، هل لأن دخلهم الشهري مرتبط بهذا العمل الخطر أم لكى تصرف زوجته وأولاده خمسة آلاف جنيه بعد وفاته أو ألفي جنيه عند إصابته بعجز جزئي أو كلى؟، لماذا يقبل أولادنا الجنود وصف الضباط والأمناء والضباط أن يخاطروا بأرواحهم رغم تأكدهم أن خطط قياداتهم فاشلة وأن المعدات التي تساعدهم على تنفيذ مهامهم قاصرة وعاجزة؟
تعالوا نطرح الفكرة بصياغات مختلفة: ما هي فائدة الأكمنة الثابتة والمتحركة؟، وما هو المستهدف من وقوف بعض أولادنا طوال النهار والليل فى كمين على أحد الطرق؟، هل نقيم الأكمنة لكى يقتل بها أولادنا من الجنود وصف الضابط والأمناء والضباط؟، ما هو المستهدف من الخفارة الليلية والنهارية؟، وإلى متى سنستيقظ صباحاً على خبر اعتداء بعض الإرهابيين على كمين شرطة واستشهاد وإصابة أفراده؟، متى ستنقل لنا وسائل الإعلام أخبارا تؤكد قيام أفراد أحد الأكمنة باغتيال بعض الإرهابيين حاولوا اقتحام الكمين لقتل أفراده؟، متى سنطمئن إلى أن أولادنا فى الكمائن الثابتة والمتحركة (شرطة وجيش) قادرون على قتل من يحاول اغتيالهم؟
يؤلمني جدا أن أرى أولادنا المجندين والضباط والأمناء وصف الضباط وهم يتساقطون يوميا بأيدي الإرهاب الغادر، وما يؤلمني أكثر أن أراهم صيداً سهلاً لهؤلاء السفلة دون أن نعيد النظر فى خطط تأمين المنشآت والكمائن الثابتة والمتحركة.
الإرهابيون يدرسون جيداً المواقع التي يعتدون على أفرادها، ويخططون جيداً لتنفيذ العملية ولهروب المنفذين من موقع الحادث، ونحن للأسف لا نتعلم أبدأ من أخطائنا، ما نقع فيه اليوم نكرره غدا وبعد غد والأسبوع والشهر القادم، وما نخسره اليوم نخسره فى الغد وكل يوم.
بعد كل حادثة نؤكد أننا سوف نعيد النظر فى كيفية تأمين الموقع ومن قبله الأفراد، وللأسف فى اليوم التالى يقع حادث آخر، ويستشهد ويصاب فيه أولادنا المجندون والأمناء والضباط، ويتضح أن الإرهابيين قتلوا أولادنا بنفس السيناريو الذى سبق وقتلوا به زملاءهم فى كمين آخر: سيارة مفخخة، أو قذائف هاون عن بعد، أو اقتحام الكمين وتصفية من فيه، أو دراجة بخارية تلقى قنبلة محلية الصنع أو يفتح راكب الدراجة النار على أولادنا، ثوان وتلون دماء أولادنا التراب والحكام.
في اليوم التالي أو بعد لحظات من وقوع الحادث تنقل الفضائيات والمواقع الخبرية العديد من الروايات عن شهادات وشهود لم يروا شيئاً، حتى المصابين ضربوا دون أن ينتبهوا لمن ضربهم.
السؤال الأخير الذي لا مفر من طرحه، هو: هل أولادنا الذين يستشهدون يومياً لا يمتلكون الخبرات القتالية الكافية لمواجهة الإرهابيين أم أن قياداتهم هم الذين تركوهم لمواجهة مصيرهم بخطط عقيمة ومعدات فات عليها الزمن؟، إلى متى ستظل القيادات الفاشلة فى مواقع المسئولية؟