محمود الشربينى
المؤامرة على مصر.. فى «الداخل «أكبر! (2-2)
قبل أن تقرأوا:
- أؤكد مرة ومرات أن أى سطور ناقدة لهذه الجمهورية ولهذه الدولة لاتعنى إلا شيئاً واحدة وهو أننا نريد أن نضيء طريقنا نحو المستقبل ونبنيه على أسس صحيحة وواضحة!
- الجزء الثانى من مقالى هذا لا يتحدث عن «مؤامرة الإخوان».. ولا إرهابهم ولاتخندقهم حول مشروعهم الساقط، والذى يجاهدون بكل «حرائقهم» أن يستعيدوه ولو كان على «أرضٍ خراب»!
- مؤامرة «الداخل» فى رأيي أكبر وأخطر.. هى من هذا الشعب وفيه! أبطالها بالجملة: فقاعات هواء لمعت كالشهب بعد الثورة.. من منتفعى يناير إلى إنتهازيى يونيو.. وبين هؤلاء وأولئك رتل طويل من البشر..منهم من هو متخم بأحلام الشهرة والثروة والنفوذ.. ومنهم من صنعوا حتى «عجين الفلاحة» ليحققوا ما أرادوا!ومنهم من جاءوا الى مركز صنع القرار لأسباب أو لأخرى، ونكبت بهم الدولة المصرية!
- نكبنا فى الداخل برجال «نثق فى حكمتهم» مع الأسف ونسند لهم المناصب والقرار.. فاذا بأحدهم لا يتورع عن التباهى بـ «حبس النبى»(!) والثانى يغازل الكاميرات وهو يعلن عن اكتشاف «بيضة» تحمل لفظ الجلالة (...) والثالث يتملق المرأة الاسماعيلاوية فينعتها بالمثقفة ليس لشيء إلا لأنها ابتكرت «المسقعة» واخترعت «البيض بالحمص»!! حمص حمص حمص.. وكأننا فى مولد! ما هو هذا البيض بالحمص.. المصريون تساءلوا والمحافظ «إتلكم» و«إتكتم».. لم يعد يستطع الاجابة!
- أما رابعهم الأحدث فهو الدكتور احمد درويش.. وزير سابق، وحالياً رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية بقناة السويس، الذي قال لصحيفة «لازيكو» الفرنسية «بأن رهان الحكومة المصرية على مشروع «تنمية القناة»، وليس «المجرى المائي» الذي قد يتأثر بالظروف الدولية!
- وأضاف: هذا هو السبب في أننا لا نركز على الممر المائي (!! وعلامات التعجب من عندى) ولكن على الضفاف... الخ.»
- من حقنا أن نسأل: كيف يستقيم هذا التصريح مع الحلم الذى حلم به المصريون فى توسعة القناة وحفر هذا الممر حتى إنهم انبروا فى أسبوعين تاريخيين يقدمون أكثر من «60 مليارا» لحفر الممر المائي، الذى يعترف درويش اليوم بأننا لم نعد نركز عليه!
- هل هذا الكلام مسئول؟ هل هو من باب الديمقراطية أن يقول كلاما يختلف عما قاله لنا الرئيس وهو يحلم معنا بالمشروع؟ أتساءل حقاً عن إن كان ما قيل سابقاً يأتى من باب حق الوزير أو المسئول فى التعبير.. فيصبح كلاما من هذه العينة من حق المسئولين؟ وهل من حق «درويش» أن يشيع أحلامنا إلى العالم الآخر مع انها وقت أن التففنا حولها كانت تبدو كمشروع قومى يمكن ان يوحدنا، حتى اننا لم نكف عن ممارسة كل فعلٍ مشروعٍ، عندما حاول احدهم ان يقلل من قيمة الانجاز ويسمى الممر والقناة الجديدة «ترعة» ومرة أخرى «طشت»! فما الذي يختلف فيه أحمد درويش الآن عن محمد جبريل؟ أو وجدي غنيم؟
- إذا أجازت الديمقراطية لهم أن يقولوا هذا الكلام فأنا اعتذر أما اذا كانت لاتجيزه فأنا أتساءل: كيف نأتمن مثلهم على مصائرنا؟ ومن الذي سيقدم الافكار الخلاقة لحل مشكلاتنا المزمنة؟
- ما التفسير الذى سيخرج به المصرى البسيط لكلام درويش؟ لقد تغنينا بالممر المائى لأنه سيجلب لنا الخير فوجهنا أبصارنا كلها نحوه فلما لم يؤت ثماره اتجهنا صوب «ضفافٍ» أخرى نتعلق بها، ولاندرى هل سيطلب إلى المصريين تمويلها بـ 60 مليارا أخرى أم ماذا؟
- ما الذى جرى للمصريين؟ وزير يذهب إلى بورصة السياحة العالمية فلا يقدم لهم عروضاً مغرية أو يطرح عليهم أسعاراً تنافسية، وخططاً تأمينية جديدة «للملمة» كارثة الطائرة الروسية، واحتواء «نكبة مقتل جوليو ريجينى»، وإنما يحدثهم عن تأثير غيابهم على الأسر المصرية التى تعيش على السياحة فهم يتسولون الآن! هل العالم هو الذى دمر لك هذه الصناعة أم دمرها الفوضى والاهمال و.. (حمار المطار!) هل الأسر المتضررة من توقف النشاط السياحى مسئولية الدول السائحة مثلا؟
- تامر أمين عن فضيحة زيارة وزير التعليم لمدرسة فى يوم العطلة، وتجميع الطلبة من البيوت لتقديم عرض باسم «يوم الشهيد»: لا دي مقدرش أشيلها للإخوان.. احنا شيلناهم حاجات كتير! ما هذا العته؟
- سعد الدين ابراهيم يقول إنه لايملك المال وأن «زوجته بتصرف عليه»؟ اما من تحاول وراثته تلميذته السابقة داليا زيادة فهى من فقاعات حياتنا السياسية!
- بعدما قرأتم: ما أكثر المتآمرين الذين يجب أن ينزلهم المصريين عن جيادهم التى يمتطون رقابنا بها وما أرخص دماء شهدائنا حين يذهبون ويبقى أمثال هؤلاء!