الوفد
حازم هاشم
مكلمخانة- النعاس فى الاجتماعات وإهمال قراءة المطولات!
الصورة دعمت الخبر الذى نشرته جريدة الشروق أمس فى صفحتها الأولى، وكان تحت عنوان «النوم غلاب» فى اجتماع تنفيذى محافظة القاهرة، وتأيد ما جاء فى الخبر بمنظر المجتمعين وقد غالبهم النوم العميق أثناء الاجتماع!، والذى حضره جميع رؤساء الأحياء بمحافظة القاهرة، لعرض خطة المحافظة خلال الفترة المقبلة، وعرض ما تم تحقيقه فى مجالات النقل العام، وأعمال مديريات المحافظة خلال الشهر الماضي، ويضيف الخبر المنشور أن «واقعة النوم» قد سبقتها واقعة مماثلة لعدد من أعضاء المجلس الذين تمت إحالتهم إلى التحقيق، ولم تعلن نتائجه حتى الآن، وقد نشر الخبر أسماء المسئولين الخمسة الذين أحيلوا من قبل للتحقيق، ومناصبهم العالية فى المحافظة! ومن سنوات طويلة دأبت الصحف والقنوات التليفزيونية على نشر لقطات مصورة وأخبار منشورة يتم تصيدها أثناء انعقاد بعض الاجتماعات الحكومية المهمة، وجلسات مجلس الشعب السابق الذى حل محله مجلس النواب، خصوصًا إذا ما كانت الجلسة تتصل بموضوع له صدى وتوابع فى أوساط الرأى العام، وكان هذا النشر فى الصحف أو بثه على شاشة التليفزيون يأتى عادة على سبيل السخرية والتهكم على النائمين فى الاجتماعات الرسمية العامة! التى يكون نومهم أثناءها تعبيرًا عن إحساسهم بالإرهاق الذىلا سبيل إلى تجنب وطأته بغير النوم!.
لكننى خلال رحلة حياة طويلة شاء الله لها أن تستمر حتى الآن، وقد عاصرت كثيرًا ـ خاصة فى مرحلة بواكير الحياة العلمية ـ من كمائن الاجتماعات التى كان بعض المسئولين الكبار يحلو لهم عقدها بسبب وبغير سبب!، ويتعمد البعض من المغرمين بعقد الاجتماعات الإطالة والتكرار الممل لما يتصورون أنه فى حاجة إلى شرح أو تحليل وما إلى ذلك مما لا يتطلبه الأمر المعروض!، وأتذكر اننى كرهت كراهة شديدة نوعًا من الاجتماعات كنا ندعى إليه عندما يفد علينا مسئول جديد لم تكن له صلة بعملنا من قبل، وكان الزعم أن الاجتماع للتعارف، فيبدأ بطلب من كل واحد منا أن يقدم نفسه!، وعندما يفعل الجميع ذلك لا يتذكر هذا الوافد الجديد ضرورة تقديم نفسه!، وقد خطر لى ذات اجتماع من هذا النوع أن أبادر من وفد علينا أسأله عن اسمه!، فتطوعت زميلة لنا بالتخفيف على صاحبنا من هول ما فعلت!، وكان الرجل ـ لحسن الحظ ـ يتحلى بالتسامح والروح الطيبة، فكان كلما انعقد اجتماع بعد ذلك وقد قضى بيننا سنوات ـ يذكر اسمه أول ما يجلس ملتفتًا ناحيتى يسألنى بابتسامة: أظن كدة تمام، وأتذكر أننى كثيرًا ما غالبنى النوم فى حالات كثيرة استبدت بى «رذالة» جمهرة من المتحدثين فى اجتماعات انتخابية نقابية عامة، فقد كانت هذه الاجتماعات نكبات على رؤوس حضورها من الأعضاء!، ولا يمكن الإفلات منها إلا بأن تحسن اختيار أحد أعمدة قاعة الاجتماع كى تفوز بالنوم وراء العمود!، وقد كشفت معاناتى من صخب الاجتماعات والإطالة المملة والتفلسف فيما لا يتطلب أى فلسفة، والاستعراضية الشديدة التى تنتاب البعض.. كل ذلك قد عرفت منه أن ألتمس الاعذار للذين تضبطهم العيون متلبسين بالنوم فى الاجتماعات! فلعل فى ذلك درسًا لمن يحترفون الاطالة دون سبب!، كالذين يكتبون مقالات فى الصحف فلا يرضون بأقل من صفحة جورنال كاملة!، ويتصور هؤلاء أن هناك من يقرأ هذه الملاحم!، ولا يرحمون قارئًا مفرهدًا هذه الأيام!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف