المساء
خالد امام
شعب بلادي
عندما وجه الرئيس السيسي للشعب المصري التحية والتقدير في كلمته الرائعة التي افتتح بها المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ وقال عنه "شعب بلادي".. لم يقصد بهذا التعبير الجميل والملهم استمالة الشعب كما يتصور بعض محدودي الفكر.. بل أراد ان يوجه به عدة رسائل قوية وواقعية.. رسائل محلية واقليمية ودولية.. سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية.
الرئيس حينما اطلق هذا التعبير سبقه وتلاه بعدة صفات حقيقية للشعب المصري:
* سبقه قائلاً: "شعب مصر وعلي مر التاريخ ساهم بفاعلية في الدفاع عن وطنه وأمته العربية والإسلامية".. وهذا يعني وبصراحة ان هذا الشعب سوف يستمر في دفاعه عن الوطن وشقيقاته ضد أي اخطار مهما كانت الظروف والمعوقات والأعداء المتربصين بنا لإيمانه بأنه خط الدفاع الأول عن المنطقة أمام الطامعين فيها.
* أضاف "ويواصل هذا الشعب الأبي الكريم ملحمة نضاله بل ويضرب مثالاً رائعاً في الوعي وتحمل المسئولية من خلال تمسكه بهوية الدولة المصرية وتفانيه في الدفاع عنها وتفهمه لقرارات اقتصادية كانت لزاماً ان يتم اتخاذها لتوفير واقع اقتصادي أفضل".. وهي جملة يمكن ان نكتب فيها مجلدات ضخمة ولكن لضيق المساحة نوجزها في نقطتين تنطلقان من خط بداية مشترك هو انه شعب واعي يتحمل المسئولية ويضرب في ذلك المثل والقدوة:
1- ان الشعب تمسك بهويته المصرية في مواجهة خوارج العصر الذين سعوا ويسعون لطمسها وفرض هوية ليست منا ولسنا منها ودافع عن هويته الوسطية وأخلاقه الأصيلة بروحه.
2- انه شعب صابر وقوي يتحمل الصعاب رغم شظف العيش وقلة الموارد.. شعب رضي بالقليل بل وبالفتات أحياناً بقناعة جعلته يتفهم قرارات اقتصادية كانت اجبارية برفع أسعار سلع وخدمات أساسية حملته فوق طاقته لكنه تحملها عن رضا وقناعة ودون ان يئن أو يثور من أجل غد أفضل بإذن الله.
* وتلاه قائلاً "أحلام شعب مصر.. أحلام مشروعة وطموحات مستحقة سنحولها إلي واقع ملموس بالعمل الدءوب والتفاني الصادق وبمعاونة شركائنا العرب والدوليين".. وعدد الأحلام والطموحات بأن الشعب يتطلع إلي تعزيز الشراكة مع الدول الصديقة مع مصر ويطمح إلي اتخاذ العديد من الخطوات الايجابية علي الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي لإحداث التحول المنشود في منهجية إدارة اقتصادنا وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد وإرساء مشاركة مجتمعية في تحمل الأعباء مع توفير الحماية للفئات الأولي بالرعاية ورفع كفاءة الخدمات العامة وتحقيق العدالة في توزيع ثمار النمو.. انها "ضفيرة حريرية" بين ما هو مطلوب من "الشركاء" الحاضرين المؤتمر وبين أحلام وطموحات الشعب.
من أجل كل هذا .. كان تعبيره "شعب بلادي" دقيقاً وموحياً يؤكد من خلاله أنه لم ولا ولن ينفصل عن شعبه كما أن الشعب لم ولا ولن ينفصل عنه.. انهما مرتبطان ببعضهما وبالبلد ارتباط الروح بالجسد.. انه يعمل ويتحمل المشاق والمخاطر من أجل الشعب ولاسعاده وتحقيق أحلامه وطموحاته وأمن واستقرار ونهضة ووحدة البلد.
هذا ما قرأته من تعبير السيسي الموحي والملهم والبليغ في آن واحد.. وتحيا مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف