بوابة الشروق
عماد الدين حسين
مظاهرة دولية فى حب مصر
اى صاحب بصر او بصيرة شاهد هذا الاحتفاء العربى والدولى بمصر يوم الجمعة الماضى فى شرم الشيخ سوف يدرك فعلا كم ان مصر بلد كبير فعلا وله مكانة دولية مرموقة لكن بعصنا لا يعرف قيمته حينا وبعضنا لا يعمل بجدية احيانا من اجل ان تعود لهذا البلد مكانته.
طوال يوم الجمعة صارت شرم الشيخ مثل نيويورك وتحولت قاعة المؤتمرات الكبرى إلى ما يشبه مقر الأمم المتحدة.
حيثما تتلفت تجد سفيرا او وزيرا او رئيسا اضافة بالطبع إلى حشد غير مسبوق من الإعلاميين وجميعهم على حد علمى جاءوا على حسابهم الخاص او على حساب مؤسساتهم.
التنظيم كان جيدا وسلسا اثناء الافتتاح بما غطى على بعض الصعوبات التى رافقت عملية التسجيل. غالبية الإعلاميين تابعوا الافتتاح من خيمة كبيرة ملاصقة للقاعة الرئيسية التى دخلها فقط الرؤساء والملوك ورؤساء وأعضاء الوفود ورؤساء التحرير وكبار مقدمى البرامج الفضائية.
الحاضرون صفقوا بحرارة لمقاطع كثيرة فى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى. وصفقوا لولى عهد السعودية الأمير مقرن بن عبدالعزيز بحرارة عندما ادان المعايير المزدوجة لبعض الدول فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب فى اشارة ضمنية للولايات المتحدة وكذلك عندما قال ان العلاقات مع مصر قوية وراسخة ولا تتاثر بالشائعات.
وصفق الحاضرون بحرارة لكلمة الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات فى مرات كثيرة كان ابرزها قوله ان المساعدات الإماراتية لمصر هى استثمار لمستقبل الإمارات والمنطقة ايضا.
غالبية المتحدثين استخدموا عبارات عاطفية وحماسية لكن كلمتى وزير الصناعة والتجارة الإسبانى خوزيه مانويل ثم رئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزى نالتا نسبة تصفيق قياسية بعد ان قال المسئولان ان نجاح مصر هو نجاح لبلديهما.
حينما تحدث جون كيرى حصل بدوره على تصفيق كثير وتأكيده دعم بلاده لمصر اضافة إلى ما قاله صباحا فى افطار غرفة التجارة الأمريكية بانه جاء إلى مصر من اجل ازالة كل الشكوك القاهرة.
قبل افتتاح المؤتمر بلحظات تعرفت عن طريق السفير النشيط جدا الدكتور بدر عبدالعاطى المتحدث باسم الخارجية على مارى هارف نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية. هى ابدت اعجابها وانبهارها الشديد بمدينة شرم الشيخ التى تزورها للمرة الأولى خصوصا شمسها الدافئة. سألتها عن ذلة لسان كيرى بشأن خلطه بين مصر واسرائيل فابتسمت وقالت انه لم يقصد. احد الزملاء الإعلاميين اقترح عليها اصدار بيان او توضيح وردت بأن ذلك سيحدث وبالفعل قرأنا تغريدة للسفارة الأمريكية بالقاهرة ليلا توصح حقيقة الالتباس.
نعود إلى المؤتمر الذى اعتقد انه نجح فبل ان يبدأ فى هذه المظاهرة الدولية غير المسبوقة وبذلك حقق المؤتمر هدفه السياسى وهو دعم غير مسبوق لمصر. وقبل ان تمر ساعة على بدايته كانت هناك تعهدات خليجية بضح 12 مليار دولار فى عروق الاقتصاد المصرى وبالتالى حقق المؤتمر هدفه الاقتصادى ناهيك عن مشاريع اخرى يفترض ان يكون تم الإعلان عنها.
الإرهابيون والظلاميون وأعداء الحياة والدين تلقوا صدمة كبيرة لن يفيقوا منها لفترة طويلة حينما انعقد المؤتمر وحينما نجح فى لحظاته الأولى. هم يدركون انهم خسروا ولا يملكون إلا العنف والتخريب والدمار والدم. هذه الأسلحة قد تعرقل التقدم حينا وقد تحعل البلد يدفع ضريبة كبيرة من الدم وفقدان الأحبة. لكن المؤكد اننا لم نشاهد حتى الآن ارهابيين انتصروا على الحياة. المهم ان تتحول الوعود إلى واقع ملموس على الأرض لأن كل طوبة تستخدم فى البناء والتعمير ستهزم فى طريقها ارهابيا او متطرفا.


اقرأ المزيد هنا: http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=15032015&id=19403ff2-06f5-4b7f-a365-c2b4b31a5244
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف