لم يصدق نفسه حينما أخبره أحد زملائه أنه رآها تتناول فطورها ، و تشرب قهوتها فى نفس الكافيه الذى طالما تناولا فيه معا فطورهما منذ 25 عاما ، مازال يتذكر عدد حبات السكر القليلة التى كانت تضعها فى فنجان النسكافيه الخاص بها ، يا لصدف الايام ، لطالما كان يحلم بأن يراها و لو لثوان معدودة .
لم يستطع أن يجبر جفونه ان تنغلق على عينيه و تطع سلطان النوم ، و كيف ينام و سلطان الهوى يرغمه على السهر حتى نسمات الصباح الأولى ، نهض مسرعا ليحلق ذقنه ، و يلبس أحلى ما عنده ، و يتعطر بأطيب ما لديه من روائح ، فكلها ساعات و يلتقى حبه الأول و الأثير .
انصرف مسرعا دون أن يودع زوجته أو حتى يقبل أولاده ، دلف داخل سيارته و انطلق مسرعا لعله يصل قبلها .
بالفعل ، وصل قبل ان تصل للكافيه ، جلس متحفزا و قد تجمدت عيناه ناحية الباب حتى رآها تدخل ، نعم إنها هى ، هى بنفس طلتها الساحرة ، و كأن الزمن عاد فى ثانية للخلف 25 عاما ، مازالت تحتفظ برشاقتها و خفة حركتها ، لابد انها لم تتزوج حتى الآن ، مازالت تتعبد فى محراب حبه ، استجمع شجاعته و اندفع إليها محاولا كسب الموقف لصالحه ، فاللقاء الأخير بينهما كان سخيفا .
- معقولة ، إزيك ، انت فين ، و الله دايما على بالي ، اخبارك ، لا لا ده انت لسه زى ما انت ، مشاء الله ، هه ، ولادك عندهم قد إيه ؟!
نظرت إليه مستفسرة ، ثم تداركت الموقف و قالت بصوت خجول :
- حضرتك تقصد ماما ، أصل احنا الشبه بيننا كبير قوى !
تجمدت الحروف على شفتيه ، خرج من الكافيه و حمرة الخجل تكسو وجهه ، أخرج تليفونه المحمول و ضبط الكاميرا على وضع ( سيلفى ) و التقط صورة لنفسه ثم أخذ يتأمل صورته و قال ضاحكا ( راحت عليك يا عم الحج )
ركب سيارته و انصرف ،،،،، و كأن شيئا لم يكن !!!