الأهرام
عادل صبرى
السقوط فى «مصيدة» الصحفية الشابة !
جلست الصحفية الشابة فى أحد المؤتمرات بجوار زميلتها المخضرمة والتى لفت انتباهها أن زميلتها الصغيرة لا تكتب أى
كلمة عن المؤتمر ، وكانت اجابة الصحفية الشابة أن هذا لا يعنيها ولكن المهم ـ حسب تعليمات جريدتها ـ هو تسجيل أى موقف محرج أو زلة لسان للوزير فهذا هو الخبر المطلوب، وبهذه الطريقة سيعمل الوزير ألف حساب للجريدة حتى لا تنشر سقطاته والتى قد تكون مادة للسخرية أو سببا فى خروجه من الوزارة ونكون بذلك ضمنا أن أى خبر سيخرج من الوزارة سيكون لنا نصيب فى نشره مثل الصحف القومية .

حدث هذا الموقف منذ أكثر من عشر سنوات عندما كانت أخبار الحكومة الرسمية تنشر فى الصحف القومية فقط وكانت الحكومة لا تثق فى نشر أخبارها الا على صفحاتها، وكانت مصدر ثقة للناس فنشر خبر فى الصحيفة القومية هو بمثابة قرار جمهورى يجب تنفيذه فورا، وهذا سر قوة هذه الصحف فى ذلك الوقت، ولكن مع دخول صحف رجال الأعمال وتزايد نفوذ جمال مبارك ورجاله ورفض الحكومة التعامل معها فى بداية إصدارها جعل هذه الصحف تلجأ لهذه الحيلة للضغط على الحكومة وقد نجحت الحيلة بدرجة عالية جدا، ولكن للأسف ذهب جمال ورجاله وبقيت هذه الصحف وأصبحت أقرب للحكومة من الصحف القومية، لتجد الآن الخبر الرسمى ينشر فيها قبل القومية.

أمتدت الحيلة لتصيب التليفزيون المصرى أيضا فتجد مباريات كرة القدم والتى كانت تجمع المصريين حول القنوات المصرية تم بيعها لقنوات خاصة أو مشفرة، وزمان عندما نجد أشارة عن بيان يذاع على التلفزيون المصرى تجدنا ملتفين حوله وكل الفضائيات تنقل عنه، نجدها الآن على الفضائيات وقد يضطر التلفزيون المصرى للنقل عنها.

يجب أن تقف الدولة مع أجهزتها الرسمية خاصة الصحف القومية والتليفزيون المصرى فهى من يحافظ على الدولة وهيبتها ويقوى أركانها ويعرض انجازاتها بشفافية ودون أن يختزل هذه الانجازات فى سجادة أو طريق مكسر أو تلخيص تاريخ وزير فى زلة لسانه.




تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف