عزبة «إدارة» 6 أكتوبر التعليمية
جلست مع الوزير السابق الدكتور محمود أبو النصر، بعد توليه الوزارة بيومين، ومعى عددٌ من النقابيين والمهتمين بالعملية التعليمية، واقترحت عليه اقتراحًا لإظهار أن هناك جديدًا، فلم يُجِب، لأنه لم يكن يصلح الإجابة عن طلبى بالرفض، ولن أحل لغز طلبى للقراء، لكنه أخذ عدم دستورية بشكل جزئى.
واعترضت على بعض ما قاله فى هذا اللقاء، ولم أتفاءل خيرًا بعدها.
سيادة الوزير: أنت تجلس على قمة هرم وظيفى كبير يتعدّى الـ2 مليون موظف، بما يساوى تقريبًا ثُلث الهيكل الحكومى المصرى، والتعليم والصحة أهم ركيزتَين إن أردنا لهذا البلد الخير، وليس المطلوب أن تعالج ثلاثين سنة من تراكم الفساد والإفساد، لكن من الضرورى أن تكون هناك رؤية طويلة المدى وأخرى قصيرة المدى، تُعلنهما للجمهور، وتنجز نصيبك الزمنى فيهما، طالت المدة أو قصرت، ويكمل مَن يأتى بعدك، لا نريد حملة علاقات عامة وبروباجندا وجنيهات ذهبية للصحفيين!
وبما أن الصحافة هى عين السلطة التنفيذية فقد التقطت عدستنا تلك البقعة الصغيرة فى هيكلك التنظيمى الكبير، إدارة 6 أكتوبر التعليمية، وبعيدًا عن الفساد الذى أزكم الأنوف بأرقام بمئات الملايين تحقّق فيه الأجهزة الرقابية والقضائية الآن وتناولها الإعلام، وكانت الدهشة والصدمة للمواطن العادى، تلك الأرقام الكبيرة فى إدارة تعليمية صغيرة، خصوصًا أنها كانت على سهوة، فمرتبات الموظفين مستمرة، وكان سؤال المواطن: هل نحن فعلًا دولة فقيرة؟
وبعيدًا أيضًا عن قضايا أخرى منظورة أمام النيابة! ولكن مدير الإدارة اتخذ مسلكًا غريبًا، وهو سياسة الأبراج العاجية والأبواب الموصدة، وكأن هذا هو الحل، حتى إنه أصدر قرارًا قراقوشيًّا عجيبًا، بأن مرّر ورقة على جميع المدارس بأن أى مُدرّس سيوجد داخل الإدارة التعليمية فى أثناء اليوم الدراسى سيتعرَّض للمساءلة القانونية، مع العلم أن إدارة أكتوبر لديها مدرسة فى حدائق أكتوبر، تبعد عن الإدارة بعشرات الكيلومترات وفى منطقة نائية، وتحتاج عدة مواصلات للوصول إليها، واليوم الدراسى ينتهى فى الثانية والنصف، والمُدرس لديه الحق القانونى فى الإذن لإنهاء المعاملات الإدارية، وهى كثيرة وطويلة ومملّة، بما يعنى زيادة الألم والإرهاق والإنهاك النفسى والمعنوى. لست ضد الانضباط، لكن التكلُّف فى الانضباط لتحقيق مصالح يحتاج إلى نظرة أخرى، سيادة الوزير، عندما عزمت أمريكا على ضرب موسكو وليننجراد بالقنابل الذرية فى عام 1957 لتقويض الاتحاد السوفييتى تمامًا، لكنها فوجئت بإعلان الاتحاد السوفييتى عن امتلاكه القنبلة الذرية، فشلت الخطة، وكانت الخطة البديلة، والتى عرفت بخطة ترومان- دالاس (ودالاس هو رئيس المخابرات وقتها وهو ماسونى، وقد أخذ رتبة الأستاذ الأعظم)، وكانت خطته الطابور الخامس، وهو الاختراق للجهاز البيروقراطى للدولة والحزب الشيوعى.