التحرير
نبيل عمر
مصر والتنين فى شرم الشيخ!
حالة العصبية التى عليها جماعة الإخوان وأتباعها من مؤتمر شرم الشيخ تفوق الوصف، يكتبون عنه بنفس الدرجة التى كتبوا بها عن فض اعتصامَى رابعة والنهضة، وبالطبع الأكاذيب سيدة الموقف كالعادة، وقبلها قدر من الغل والكراهية والأمراض النفسية، يستحيل أن تسكن وجدان إنسان سَوى لوطنه، لمجرد أن جماعته أُزيحت من السلطة تحت هدير ملايين الأصوات الرافضة!

ويبدو أن بعضًا من المعارضين لا يقدرون على التفرقة بين مصالح الوطن ونقد الشخصيات، المعارضة حق له مواصفات مختلفة، لكن الوطن واجب، طريقه مستقيم، لا يعرف اللفّ والدوران دون حروف استدراك منقوصة من عيّنة لكن ، كذريعة لضرب الوطن باسم معارضة قيادات وشخصيات عامة.

وقد قرأت تغريدة منتشرة على صفحات التواصل الاجتماعى منسوبة إلى الدكتور محمد البرادعى، فتّشت عنها فى صفحته فلم أعثر عليها، وأتصوَّر أنها منسوبة إليه ظلمًا وعدوانًا من خصوم الوطن، تقول إن اقتصاد الأمم لا يبنى بالمؤتمرات ولا الاستقرار بالإقصاء والعنف ، وبالطبع كاتبها أخذ روح البرادعى وصاغ عبارته، لكنه أغفل أن البرادعى لا يمكن أن يخطّ الجزء الأول من التغريدة، لأنها بديهية جدًّا كشروق الشمس من الشرق، ولا تغيب عن عقل لا الرئيس عبد الفتاح السيسى ولا حكومته، وأدرك أنهم يعلمون يقينًا أن مصر المستقبل سوف يبنيها المصريون أولًا بأفكارهم وأعمالهم وأموالهم، خصوصًا أن المصريين لهم تجربة رائعة فى البناء الذاتى قادها مصرى عظيم هو طلعت حرب باشا، فى الربع الثانى من القرن العشرين، ولمّ فيها قروش المواطنين قبل جنيهاتهم، وصنع بلدًا له صروح اقتصادية عظيمة باسم مصر فى الفن والنسيج والبنوك.. إلخ.

أما مؤتمر شرم الشيخ ورغم أنه عنصر مهم فى منظومة تفكّر فيها مصر للخروج من الأزمة الاقتصادية فإنه مؤتمر عالمى للاحتفاء بمصر وقدراتها على مكافحة الإرهاب، اعتراف جماعى على أرض مصر بأن ما صنعه المصريون فى ٣٠ يونيو بإسقاط الجماعة عن السلطة كان ثورة أنقذوا فيه بلادهم من مصير مُظلم.

ومن المؤكد أن كل الاستثمارات الأجنبية القادمة إلى وطننا جرت حولها اتصالات ومفاوضات وأخذ ورد وبعض الاتفاقات قبل المؤتمر، والمؤتمر بمنزلة حفل الإعلان عن زواج الاستقرار بالمحبوبة مصر، ولهذا استماتت الجماعة بأعمال خسيسة، بترت فى أذرع وأرجل، وأسالت دماءً وأزهقت أرواحًا، فى محاولة لتعطيل هذا المؤتمر، لأنها تعلم مغزاه وتدرك معانيه، وأن المسألة تتجاوز الاستثمار فى مصر، إلى طور مصر ومكانة مصر فى الإقليم والعالم.

وبالطبع حاول البعض أن يمسك فى الهايفة ويتصدَّر ويتصيَّد خطأً غير مقصود من جون كيرى، وزير خارجية أمريكا، حين ذَكَر كلمة إسرائيل بدلًا من مصر فى كلمته على الفطار، وهو خطأ عادى يشى فقط بأن إسرائيل وأمنها هما الهاجس الأعظم فى واشنطن، وهو أمر معروف لا جديد فيه.

يبقى أن يعلم المصريون أن الاقتصاد لا يفهم فى النتائج السريعة والعاجلة، فالتنمية الصحيحة مثل حركة تنين ضخم يتقدَّم ببطء، لكن لا يستطيع كائن أن يزحزحه إلى الخلف!

ما أجملك يا مصر والعالم كله جاء من أجلك!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف