رضا الشناوى
علي نار هادية .. أفيقوا حتي ينمو الإبداع
هل يمكن لمجتمع مفترض أنه صاحب قيم أن يحقق مستوي من النضج الحضاري وهو ينكر علي مثقفيه وكتابه حقوقهم، بل كيف ينمو الإبداع في بيئة تخنق فيها الأفكار الجيدة، والأغرب أن وسائل الإعلام غائبة عن المثقفين والمبدعين بل وتتسابق لتبني برامج الابتذال وفنانات العري وغناء الجسد والمشهورين بدخولهم في مشاكل مع رجال الشرطة الذين يضحون بالغالي والنفيس من أجل سلامة المجتع وراحة المواطن ولا أعرف سر إصرار إعلاميين بعينهم علي استعمار عقولنا وقلوبنا وزرع الشتات بيننا بتقديمهم النماذج السلبية والقضايا الواهية وهم يعلمون أن بداخل مجتمعنا يوجد نماذج مبدعة تمتلك مهارات الريادة والابتكار والبحث العلمي وغيره وتعتنق بداخلها كنزا هاما اسمه (صناعة التميز)، وهذه النماذج دعتني للتوقف عند أحدها عند قراءتي لرسالة دكتوراه في الحقوق عنوانها النظام القانوني لعقود احتراف لاعبي كرة القدم في إطار القواعد العامة وما تضمنته نصوص لوائح الاحتراف الدولية والمحلية في مصر وبعض الدول العربية والأوروبية.. سعدت جدا عند معرفتي أن الباحث ضابط شرطة أعتبره من كتيبة الأوفياء المخلصين لكونه يقدم رسالة الدكتوراه إلي والديه بمناسبة عيد الأسرة جزاء ما قدما وبذلا ووجها، وسؤاله إلي الله أن يمنحهما الصحة والعافية ويجزيهما خير الجزاء ـ كما يوجه الباحث شكره وتقديره لكل أعضاء لجنة المناقشة والحكم علي الرسالة لمالهم من فضل في خروج بحثه بهذا الإبداع وعلي رأسها أ.د. السيد عيد نايل أستاذ القانون المدني كلية الحقوق جامعة عين شمس عميد الكلية الأسبق، وأ.د. محمد سعيد أمين أستاذ ورئيس قسم القانون العام ـ كلية الحقوق - جامعة عين شمس، وأود القول أنها موسوعة هامة تفيد كل العاملين بالحقل الرياضي لتناول الباحث محمد الشاعر بحرفية كل شيء عن نشأة الاحتراف الرياضي وتطوره في مصر والسعودية وفرنسا ـ وتعريفه له من المنظور الرياضي والناحية القانونية وتطرق بمرونة ويسر لطرق حل المنازعات عن طريق الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» ونجح في الغوص في كل دهاليز عالم الاحتراف وكأنه عاشق لعالم الساحرة المستديرة ـ الخلاصة نحن بحاجة لتسليط الضوء علي القيم والإبداع الحقيقي وكل ما هو هادف ـ وعسانا نستفيد من عطاء اللؤلؤ المنثور علي كل شبر بأرض المحروسة أمثال الباحث الدكتور المبدع محمد الشاعر في كل مجالات العمل ـ وليعلم الإعلاميون أصحاب الوجوه المزيفة الذين لا يقدمون مثل هذه المواهب القدوة أنه ليس للعبث الذي يقدمونه أساس حتي لو طال الزمن.