الوفد
علاء عريبى
رؤى -قبائل شمال سيناء
قبل عام أعلنت قبيلة الترابين، على لسان شيخها، عن اعتزامها التصدى للإرهابيين، وقيل إن الترابين عقدت تحالفًا مع 30 قبيلة من قبائل شمال ووسط سيناء، الهدف منه محاربة الإرهاب والإرهابيين، وصرح شيخ الترابين وبعض مشايخ القبائل أيامها، بأنهم يعرفون كل إرهابى بالاسم، وأنهم سوف يتقدمون إلى الأجهزة الأمنية بمعلومات مهمة ستساعدهم فى القبض على الإرهابيين.
وللحق سعدنا بهذه المبادرة، وقلنا: أخيرا ستتحرك القبائل وتشارك فى القضاء على الإرهاب والجريمة فى شمال سيناء، وتوقعنا بعد مشاركة حوالى 30 قبيلة فى الجبهة، أن تحقن دماء أولادنا الجنود والضباط فى الجيش والشرطة، وتوقعنا أيضا وصول الأجهزة الأمنية بسهولة إلى المواقع التى يختبئ فيها الإرهابيون، بل أكثر من ذلك توقعنا بأن تسيطر الأجهزة الأمنية على الدروب الوعرة بفضل خبرات القبائل المشاركة فى حرب الإرهاب.
أكثر من ذلك قلنا إن مشاركة القبائل سوف تكون النهاية الحقيقية لسلسال الدم ولأخبار التفخيخ والاقتحامات والقنص والتفجيرات التى تنقلها لنا يوميا وكالات الأنباء والمواقع الخبرية، بصياغة أخرى أن هذه المشاركة سوف تضع نهاية لاستشهاد وموت أولادنا فى الشرطة والقوات المسلحة، حيث كانت الوكالات تنقل لنا يوميا الأنباء عن تفخيخ الإرهابيين لمدرعة واستشهاد ومقتل بعض أولادنا، أو اقتحام بعض المنشآت بسيارات مفخخة، أو مهاجمة إحدى الوحدات أو الأكمنة الثابتة بمدافع الهون والأسلحة الآلية، وثالثة عن قنص بعض الجنود أو الضباط برصاصات مجهولة، وتنقل الجثث، وتذرف الدموع، وتشيع الجثامين، ويهتف المشيعون ضد الإرهاب.
هذه المشاهد المؤلمة والموجعة والمحزنة توقعنا توقفها بشكل نهائي، وأضعف الإيمان انخفاضها والحد منها، لماذا؟، لأن شيوخ وأفراد القبائل يعلمون جيدا شخصية الإرهابيين، الاسم، والقبيلة، والسن، وأماكن اختفائهم، على خلاف الأجهزة الأمنية التى تحاول عن طريق أجهزة المعلومات جمع ما يساعدها على كشف هوية هؤلاء الإرهابيين، ومشاركة القبائل يعنى وضع هذه المعلومات أمام الأجهزة الأمنية، إضافة إلى مساعدة الأجهزة فى السيطرة على الدروب والمنافذ التى يلجأ أو يختفى فيها الإرهابيون.
‏Alaaaoreby@gmail.com
وقد زاد من سعادتنا وغبطتنا وفرحتنا ما نقل عن هذه الجبهة من مشاركة أو انضمام حوالى 30 قبيلة بشيوخها وشبابها، وما تردد أيامها بأن هذه القبائل قامت بالسيطرة خلال ساعات قليلة على الدروب الوعرة التى يسلكها الإرهابيون، لكن المفاجأة التى أصابتنا بالإحباط أن أخبار القنص والتفجير والتفخيخ مازالت كما هى، وأولادنا يموتون فى كل لحظة.
السؤال: إذا كانت القبائل قد أعلنت بالفعل مشاركتها فى محاربة الإرهاب، وإذا كانت القبائل تمتلك معلومات عن هوية الإرهابيين، وإذا كان شباب القبائل قد قاموا(منذ عام) فى أقل من بضع ساعات السيطرة على الدروب، والمنافذ، والمسالك الوعرة، فكيف يتحرك هؤلاء بهذه السهولة؟، وكيف يقومون بتنفيذ بعض العمليات الإرهابية؟، وما الذى استجد على محاربة الإرهاب بعد مشاركة القبائل بشبابها؟، هل ما أعلنته القبائل كان مجرد ظاهرة صوتية؟، هل تراجعت القبائل عن تقديم المساعدة؟، وأين أختفى شيخ قبيلة الترابين؟، وأين ذهب تحالف القبائل الثلاثين؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف