* أحداث فنية كثيرة استمتع بها الجمهور في الآونة الأخيرة وتمثل اضافة جيدة للساحة الفنية تحسب لدار الأوبرا التي تحتضن هذه الفنون وربما لكثرة الأحداث وتلاحقها كان من الصعب أن نلقي عليها الضوء من الناحية النقدية الموسعة ولكن وجب علينا تسجيلها وتوثيقها وتعريف الناس بها لما لها من أهمية في السجل الحضاري لبلدنا.. من هذه الأحداث عدة حفلات هامة قدمها أوركسترا القاهرة السيمفوني منها تجربة فنية يقدمها مجموعة التشيللو والتي تضم 12 عازفاً بقيادة كامل صلاح الدين الذي يقيم في ألمانيا حيث تم عزف مجموعة من المؤلفات الكلاسيكية العالمية والمصرية التي كتبت خصيصاً لآلة التشيللو.. التجربة كانت مبتكرة واستمعنا من خلالها لأعمال جديدة تماماً معظمها يعزف لأول مرة في مصر واتضح من خلالها مهارة كامل صلاح الدين المقيم في ألمانيا وأيضاً مهارة مجموعة عازفي التشيللو المصريين.. من الحفلات أيضاً الهامة حفل عيد الحب الذي قاده المايسترو نادر عباسي قبل أن يذهب إلي فرنسا ليقود أوبرا لاترافياتا هناك الحفل جاء معظم برنامجه من مؤلفات القرن العشرين منها "هوابانجو" للمؤلف الموسيقي المكسيكي جوزي بابلو مونكايو "1912 ـ 1958" ومقطوعة الحب المسحور التي ألفها مانويل دفاية عام 1925 وكونشيرتو للمؤلف المعاصر جيرالد جارتسيا والذي لأول مرة يتم تقديمه في مصر وشارك في العزف المنفرد عازف الكمان المصري محمد شرارة وعازف الجيتار البرازيلي اندريي سيماو ووفق المايسترو في الفقرات التي جاءت تناسب المناسبة كما كان موفقاً أيضاً في اختيار العازفين.. من الحفلات الهامة أيضاً الحفل الذي جاء ضمن سلسلة سيمفونيات شومان وقاده المايسترو الألماني ستيفان فراس وتم فيه تقديم افتتاحية لريتشارد فاجنر تعد من عيون التراث العالمي كما قدم كونشرتو الكمان والتشيللو ليوهانز برامز وشارك فيه كل من اسلام الحفناوي "كمان" وحسن معتز "تشيللو" والاثنان مبعث للفخر لقد كان عزفهما علي درجة عالية من المهارة والفهم والتفسير الجيد وقد قابلهم الجمهور باستحسان كبير.. حفلات أوركسترا القاهرة السيمفوني تؤكد جهد المايسترو أحمد الصعيدي في إعادة بناء الفريق الذي أصبح من الصعب أن يترك المشاهد حفلة دون أن يشهدها ونعد القارئ بالكتابة المستفيضة والتحليلية لهذه الحفلات قريباً..
* ولكن لا يمكن أن نختتم حديثنا دون أن نشير للتجربة الرائدة التي قدمها المؤلف الموسيقي محمد عبدالوهاب عبدالفتاح رائد موسيقي الوسائط المتعددة والذي يقدم لنا دائماً الموسيقي بمصاحبة للصورة المرئية ولكن هنا قدم لنا تجربة ناضجة جمعت بين المسرح والسينما والموسيقي من خلال عزف حي وتمثيل مسرحي يحمل الكثير من الرمزيات كما بدأ الحفل بلمسة وفاء لعازفة البيانو المصرية معلمة الأجيال مارسيل متي حيث قدم لنا فيلماً تسجيلياً عن مشوارها الفني مصحوباً بعزفها لمؤلفاته.. ود.عبدالوهاب رئيس قسم التأليف والقيادة بالكونسرفتوار وبدأ حياته مؤلفاً تقليدياً ثم سافر إلي أمريكا لتكملة دراسته ليعود إلينا مستفيداً من دراسته السينمائية التي سبقت دراسته للموسيقي ويقدم لنا هذا النوع من الفن المعاصر الذي يعد خطوة تقدم هائلة في مجال الموسيقي الحديثة المعاصرة..