الجمهورية
عبد اللة نصار
وماذا بعد مؤتمر شرم الشيخ؟!
نجح مؤتمر شرم الشيخ وحقق مكاسب سياسية واقتصادية وأمنية وسياحية.. نجحت مصر في تنظيم المؤتمر رغم محاولات التشكيك من دوائر الغدر والحقد في الداخل والخارج بكل المقاييس نجح المؤتمر حضر الاشقاء العرب من دول الخليج علي مستوي تمثيل عال اشبه بقمة عربية جاء أمير الكويت وولي العهد السعودي ونائب رئيس دولة الامارات وملك البحرين وتمثيل عماني عال ورئيس السودان ودول أخري عربية ليقولوا للشعب المصري نحن معكم.. كانت كلماتهم من منبر المؤتمرا ليست كلمات مجاملة ولكنها جاءت من القلب لتقول لشعب مصر نحن معكم. وتوالت المساندة من الأشقاء العرب وكان الحضور الدولي مميزاً أوروبياً وأمريكياً ومؤسسات التمويل الدولية التي حرصت علي الحضور وجاءت كلمة لاريجارد رئيس مجلس إدارة صندوق النقد الدولي تشريحاً لاحوال الاقتصاد المصري ورغم هذا بعثت الأمل وتناولت أقوالاً للكاتب الراحل نجيب محفوظ عن القدرة علي التحلي بالأمل والشجاعة.
حضور عربي وأفريقي ودولي مميز
وتم بالإضافة إلي المساعدات من الاشقاء في الخليج توقيع عشرات من الاتفاقيات وخطابات النوايا وتلقت مصر وعوداً كثيرة بإقامة مشروعات مع دول وشركات دولية وهذا يلزمنا بالبدء في العمل من اليوم وليس غداً في حصر كل ما تم توقيعه والوعود والخطابات المتبادلة لأن الناس تتطلع إلي ثمار المؤتمر وليس من المنطقي أن تظهر الثمار في وقت سريع ولكن يجب أن يكون واضحاً ماذا تحقق وكيف سيتم التنفيذ والمواعيد المحددة والاقتراحات التي طرحت داخل جلسات المؤتمر سواء كانت ايجابية أو غير ذلك للنظر فيها.
أما النظرة إلي الداخل فهي أكثر إلحاحاً وضرورة.. المؤتمر عقد من أجل حياة أفضل للشعب المصري وجاء الأشقاء من دول الخليج لمساندة الشعب المصري وجاءت الدول الأخري والشركات الدولية لهذا الغرض ولا يليق بأداء الحكومة من الآن أن تترك الأزمات الصغيرة التي تواجه الناس في حياتهم اليومية لأن هذا خطأ فإذا كانت مصر قد وضعت سجادة حمراء للمستثمرين فإن الشعب المصري الاحق بكل رعاية.
الأداء الحكومي وبعض الوزارات قبل المؤتمر يجب أن يختلف بعده وليس مقبولاً استمرار بعض الوزراء وهم يتعاملون باستهانة مع متطلبات الحياة اليومية وبخاصة البوتاجاز والغاز ومسئولية التموين والبترول.
ومسئولية وزارة الإسكان أيضا في مراجعة شروط وتكلفة الإسكان الاقتصادي من أجل الطبقة الكادحة.
فالمرافق لا يمكن أن تؤدي إلي هذه المغالاة إذا كانت الأراضي ستتاح للمستثمرين فالأولي بها فقراء الشعب المصري أولاً وأداء وزارة الصناعة والتجارة لا يزال دون المستوي وبها هيئات ستتعامل مع المستثمرين كما أن التجارة الخارجية تسودها الفوضي وعدم الانضباط وتسرب سلع تالفة ومخالفة للمواصفات.
ويجب أن تراجع وزارة الصناعة وفصلها عن التجارة وهناك الكثير مما كشفت عنه مناقشات المؤتمر في أداء وزارات الخدمات أو المجموعة الاقتصادية ويجب النظر فيه ونجاح المؤتمر لا يمكن أن ينسب إلي وزارة أو هيئة فهو نتاج عمل ضخم قامت به أجهزة ووزارات مختلفة وبمعاونة كريمة من الأشقاء في السعودية والامارات ولهذا تغيير الآداء بعد المؤتمر لا يجب أن يقتصر علي تغيير في الاشخاص بل في المنهج والأسلوب في العمل.
وليكن واضحاً أمام الجميع أن المؤتمر عقد من أجل الشعب المصري ورفاهيته ومن حق هذا الشعب الصابر الصامد أن يحصد الثمار بعد العمل والاجتهاد وهذا كله يجب أن يتم وفق منظومة جديدة وإدارات وكفاءات جديدة والتصدي للفساد والعمل علي فاعلية النفقة والمحافظة علي كل جنيه ينفق لأنها أموال الشعب المصري التي يجب أن تحمي من الهدر والسفه في الانفاق.
المهام القادمة بعد المؤتمر أصعب مما قبله رغم شعورنا بالفرح لنجاح المؤتمر علي هذه الصورة التي تليق بمصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف