سامى عبد الفتاح
كلمة حرة .. تفاءلوا بمنتخبنا .. تجدوه عند حسن ظنكم
الشارع في شدة القلق علي منتخب مصر لكرة القدم الذي سيواجه النسور الخضر غدا في تصفيات بطولة الأمم الإفريقية.. وهذا القلق منشأه الخيبة القوية لمنتخبنا الذي غاب عن آخر ثلاث بطولات قارية اضافة إلي عجزه الدائم عن التأهل للمونديال.. والناس عندنا.. تحب دائما ان تقدم التشاؤم علي التفاؤل وتفترض وقوع الخيبة قبل التصور بإمكانية النجاح والتوفيق وهذه طبيعة قديمة للشخصية المصرية الفرعونية التي مجدت الموت والجنائز والعقاب في الدنيا والآخرة.. وجعلت من حلاوة الحياة والنظرة إليها بعيون مفتوحة. مسألة استثنائية وسرعان ما تعود ريما لنظرتها القديمة.. لذلك فالناس تتساءل مع بعضها البعض في الشارع وعلي المقاهي وفي أي تجمعات شعبية عن عدد الأهداف التي سوف تحتضنها شبكة منتخب مصر في مباراة الغد وكأن منتخبنا سافر إلي كادونا النيجيرية ليكون فريسة سهلة الهضم لنسور نيجيريا.. مع أن للفراعنة سحرهم وإرادتهم وقوتهم الخفية التي تباغت الخصوم وتخرج وقت التحديات لمجابهة أقوي المنافسين.. وبحق فإن الجيل الحالي لمنتخبنا يبشر بكل الخير بعد ان عانينا سنوات بالخروج التدريجي للجيل السابق صاحب الإنجازات الكبيرة الذي كان يضم أبوتريكة وبركات والشاطر والنحاس وحازم إمام وعمرو زكي وعبدربه ومعوض وغيرهم.. فالمرحلة الانتقالية بين الجيلين كانت في اسوأ ظروف شهدتها مصر في كل شئونها من سياسية وأمنية واقتصادية وأخلاقية ورياضية.. فظهر جيل مرتعش لا يري أمامه بوضوح فكانت النتيجة الطبيعية ان هذا الجيل مر مرور الكرام حتي انجبت مصر جيلا جديدا لديه قدرات كبيرة وطموحات عظيمة وإرادة قوية ويحتاج فقط إلي القدر اللازم من الثقة والتوفيق وابتسامة حظ.. والمواجهة مع نسور نيجيريا ستكون هي اختبار الثقة الذي يحتاجه الشاب ليكون رجلا مقاتلا قادرا علي مواجهة الصعاب والتحديات لأنهم سيواجهون فريقا ذا سمعة كبيرة إلا أن منتخب مصر لا يقل عنه سمعة وتاريخا وان كان النسور أكثر احترافية في الأندية الأوروبية فان لدينا الآن من هم أكثر منهم شهرة وقيمة في الدوريات الأوروبية.. وبالثقة سوف يقدم هذا الجيل الكثير في المرحلة القادمة.. ومصدر هذه الثقة هو الإعلام والجمهور وكلاهما يجب ان يكون مساندا بقوة لمنتخبنا في هذه المرحلة وفي المستقبل.. لذلك أناشد وزارة الداخلية ان تجعل الحضور مفتوحا لجماهيرنا في مباراة العودة ببرج العرب..فلا يكفينا عشرة آلاف.. انما نريد عشرة أضعاف هذا الرقم وبإذن الله سيكتب الله لنا ولمنتخبنا ولمصرنا كل الخير.. ولنرمي الخوف خلف ظهورنا لأننا نريد ان نكون أسودا في كل شيءحتي ننهض.