آخر ساعة
زكريا أبو حرام
ضد التيار .. حول التشكيل الوزاري
أكتب هذه السطور قبل إعلان التشكيل الوزاري، لأكرِّر ما أردده دائما عند إجراء أي تعديل، - وقد كثُرت التعديلات للأسف-، من أنه أيا كانت النتيجة التي سيُسفر عنها التشكيل الجديد، علي الجميع أن يدرك أن التغيير في الأشخاص ليس هو الحل، وأن التغيير الحقيقي يكون في الفكر، وفي التوجه وفي الرغبة في الإنجاز، فطبيعة هذه المرحلة - كما قال رئيس الوزراء نفسه - تستوجب اتخاذ مجموعة من القرارات السريعة والحاسمة لمواجهة 12 تحدياً منها مشكلة البطالة وعجز الموازنة وعجز الميزان التجاري الذي بلغ 50 مليار دولار، وأن الحلول التقليدية لا تصلح الآن، فمثل هذه الحلول هي التي أدت إلي الوضع القائم حالياً من تدهور في الخدمات المقدمة في العديد من القطاعات، لذلك مطلوب من الوزراء الجدد أن يعتبروا بالحكمة التي تقول: «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك»، وزراء لا يبدأون مشوارهم الوزاري بالتصريحات والبيانات كسابقيهم، فمصر والمصريون في حاجة الآن إلي أفعال، ولن يتأتي ذلك إلا برؤي استراتيجية، أسلوب المسكِّنات لعلاج أي أزمة أو مشكلة، لا يجدي، الطبيب المعالج عندما يقرِّر علاج المريض بالمسكنات، هو بذلك لا يقضي علي المرض، هو فقط يسكِّن الألم، حتي لا يشعر المريض بأوجاع المرض، الدولة للأسف ومنذ عقود بعيدة تتعامل بأسلوب المسكنات وهو ما أدي إلي تفاقم المشاكل في كل المجالات، ومن يريد أن يتأكد أكثر عليه متابعة تصريحات المسئولين هي هي، لم تتغير، إذا كانت الدولة جادة بالفعل في القضاء علي ما يواجهه المواطن من أزمات،عليها أن تختار وزراء لديهم القدرة علي الإدارة القوية والتدبير الحكيم، والمشكلات والأزمات لم تتغير، لا أريد أن أكرِّر ما قلته من قبل من أن كل التغييرات السابقة لم تأت بجديد، والتغييرات القادمة أيضا لن تأتي بجديد، أقول ذلك ليس من باب التشاؤم، ولكن من خلال محدّدات أضعها أمامي وأنا أتابع أي تغيير، فالمسئول في كل تغيير يبدأ مشواره بالتصريحات، سأفعل كذا، تصريحات لزوم الظهور الإعلامي، ويتبعها بإقصاء مستشاري ومعاوني من سبقه، قبل أن يتعامل معهم ويتعرف علي قدراتهم وأفكارهم، طبيعة مصرية تمتد لعصر الفراعنة، هل يمكن القضاء عليها؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف