آخر ساعة
محمد عبد الحافظ
الجيش السند.. ولو كره الإخوان والنشطاء
لمدة 180 دقيقة طوَّفت فوق سماء مصر علي متن طائرة هليوكوبتر تابعة للقوات المسلحة لأشاهد المشروعات العملاقة التي نفذتها الهيئة الهندسية من كباري "ذات الدورين" وصوامع لتخزين القمح، ورصف طرق، وإسكان للشباب، وميناء.

الإنجاز ضخم، وماشاهدناه كان في 3 محافظات فقط، الشرقية ودمياط والدقهلية.. فتخيلت ما تحقق في باقي المحافظات.

لو تكلم الحجر والحديد الذي بُنيّت به المشروعات لنطق يحيا جيش مصر العظيم، ولو تحرّك لأدي التحية العسكرية لهؤلاء الشجعان المقاتلين الذين يحملون السلاح بيد ويبنون باليد الأخري.

الجولة بالطائرة كانت صبيحة يوم استشهاد جنود بسيناء جرّاء هجوم إرهابي غاشم أثناء تطهير سيناء الغالية من الإرهابيين الذين وطّنهم مرسي وعصابته الإخوانية فيها خلال العام الذي احتلوا فيه مصر.

القوات المسلحة تحارب الإرهاب وتحارب الفقر والغلاء والبطالة ومشكلة الإسكان، ولايتواني جنودنا البواسل عن خدمة هذا البلد الأمين في كل الجبهات العسكرية والمدنية.

مالفت نظري بعد أن غادرت الطائرة مطار ألماظة؛ العشوائية التي تلوِّث عينيك من أول وهلة سواء في عدم تنظيم المباني، وأيضا في عدم نظافة أسطح هذه المباني، وياليت الأمر يتوقف عند العشوائية في البناء، ولكنه امتد وبتغوُّل إلي سرقة الأرض الطيبة التي نحن في أمس الحاجة لكل شبر فيها لنزرعها، ولكن "الحرامية" استبدلوا الصفار بالخضرة، والأعمدة الخرسانية بالأشجار والنخيل، والقمامة بالفل والياسمين.

الأرض الزراعية تتآكل، وكان هناك غزو واحتلال ممنهج من أهل البلد أنفسهم، وتعمُّد بتخريب الأرض الزراعية الخصبة، بتبويرها أولا عن طريق حرق الطمي في قمائن وتحويله إلي طوب أحمر لبناء مساكن وبيوت لبشر يصرخون من أنهم يستوردون 50% علي الأقل من "أكلهم".

وبعد انتصار الدولار الكاسح في معركته مع الجنيه تزداد أزمة تبوير الأرض الزراعية، فكل متر يتم تبويره نفقد فيه سنابل قمح أو ذرة أو أي غذاء، ونضطر إلي شرائه من الخارج بأضعاف ثمنه، أو نلجأ إلي استصلاح أراضٍ صحراوية تتكلف آلاف الدولارات لأن معدات الإصلاح كلها مستوردة.

وأثناء شرح أحد مقاتلي القوات المسلحة علي متن الطائرة لمشروعات وخطة الصوامع التي بُنيّت علي أعلي مستوي، والتي تستوعب مليون طن قمحا في 17 محافظة، قفز إلي ذهني تساؤل: لماذا يهدر (سارقو الأرض ومبوِّروها) كل هذا الجهد من أجل مصلحة شخصية، وهل من حق كل من يملك قطعة أرض ــــ اتسعت أو صغُرت مساحتها ــــ أن يستغلها فيما يفيده شخصيا بغض النظر عن المصلحة العامة للبلد، وإذا لم نوقف هذا السلوك، فهل سينتهي بنا الحال كأهل السفينة التي يمتلك نصفهم الجزء الأعلي، والآخرون الجزء الأسفل.فأراد مالكو الجزء الأسفل أن يخرقوها بحجة أنه ملكهم! فتركهم ساكنو الجزء العلوي، فغرقت السفينة وهلكوا جميعا.

عجلة المشروعات تدور، ولكن هناك من يتعمّد بقصد، أو بدون قصد أن يوقف هذا الدوران، إما بالتشكيك في النتائج أو بسلوك أحمق، ونظرة قاصرة للمصلحة الشخصية.

الرئيس السيسي طلب عدم زيادة أسعار السلع الاستراتيجية والتموينية والقوات المسلحة ستنفذ الأوامر، ولكن هل تستطيع القوات المسلحة بمفردها أن تتحمل كل هذا العبء الذي يزداد يوما بعد يوم، وإلي متي ستظل القوات المسلحة تقوم بعلاج أخطاء المؤسسات الأخري؟

> > >

ظني أنه آن الأوان لكي تصدر قرارات جريئة بإقصاء أي مسئول بليد، أو لايستطيع إدارة دفة الأمور، أولا يعمل للمصلحة العامة، أيًا كان هذا المسئول وزيرا كان أم خفيرا.

وتنبّهوا فإن هناك نبرة تعلو بالمصالحة مع من يقتلون جنودنا في سيناء، والممولون من الخارج بدأوا في تنفيذ أوامر أسيادهم في أمريكا وتركيا وقطر، وكله بالفلوس، ولا عزاء لمصلحة البلد وأولاد البلد.

إنهم يدسون السم في العسل، يرفعون شعار حقوق الإنسان، وكأن من يموت شهيد الواجب ليس "إنسان". يرفعون شعار الدين للمصالحة، وينسون أن في الدين أيضا قصاصا.. يرفعون شعار الحرية، وينسون أن حريتك تقف عند حرية الآخرين.

يرفعون شعار الإبداع، وينسون أنه لا إسفاف في الإبداع، وأن الأدب ليس قلة أدب.

ليت كل برامج التوك شو تطلب تصوير ماشاهدناه من مشروعات، فهذا أفضل من فلانة التي حملت سفاحا من فلان، وفلانة التي ضُبِطت في شقة تدار للأعمال المنافية للآداب.

جيش مصر كان وسيظل سند المصريين.. ولو كره الإخوان.. والنشطاء.

آخر كلمة

بعد أن تطرح الحكومة برنامجها عليالبرلمان.. سيصبح مجلس النواب سيد قراره في تعديلها أو تغييرها.. أو الإبقاء عليها.. يارب يبقي البرلمان «قد» قراره.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف