منى نشأت
حـــــــــــــالة.. تواصـــــل
تتواصل معي واتجاوب معك إنه بالفعل تلخيص حياة بكل معالمها وروعتها لذلك عندما وجدت إحدي شركات المحمول تطلق حملة "Socialize" أو تواصل إجتماعي شعرت بالسعادة أخيرا ندعوا البشر لاستخدام لسانهم وعيونهم وملامح الوجه في التفاعل مع الآخر لكني فوجئت بشكل الاعلان عن الحملة وكان المفترض حسب اسمها أنها ستدعونا للعودة للاتصال الشخصي إلا أنها تعرض نماذج .. لصديقة "تفضفض" لصديقتها بما ضايقها بالأمس ورجل في وسيلة مواصلات له طبع مصري أصيل "يتصاحب" علي الجالس بجانبه ويحكي له حكاية وفتاة تخبر جارتها بأفضل طريقة لإزالة النمش وكلام جميل يضيف للحياة معني بإضافة إنسان يشارك بنبرة الصوت وحركة الشفاه وإشارة اليد لا نستطيع أن نوقفها مهما تلقينا من تعليمات في فن الاتيكيت.
وكل هذا يعتبره الاعلان إزعاجا.. يجد له البديل في مكالمة علي الموبايل.. ورسالة خسارة أن يكون الغرض تسويقاً وليس بث حياه.
وبعيدا عن المحمول وشركته والإعلان .. ليتنا نعود للعلاقات الجميلة التي لا يمكن اختصارها في صوت علي تليفون أو رسالة بصورة ليست لنا.
مكافأة سوء سلوك
انقلبت كثير من الموازين وحين يتحول الباطل إلي حق يصبح تدخل القانون ضرورة ومنذ أيام أصدرت محكمة القضاء الإداري بالاسكندرية حكما وصفته الصحف بالتاريخي واعتبروه شمعة ستضيء في تاريخ القضاء المصري.. حيث انتصر للأم المصرية في كفاحها المضني ضد تعنت الرجل وتعسفه في مشكلة شائكة وهي تعليم الصغار بين المطلقة والأب.
بداية أمرت المحكمة بسماع شهادة الابناء لينهار الاثنان ويتوسلا لانهاء هذا الصراع الذي أدي لعدم دخولهما الامتحان فالأب وأمه وأهله يصرون علي نقل الابناء من مدرستهم إلي مستوي أقل.. مع ادعاء فقر تعرفه كل مطلقة متي حدث الطلاق فإن كان الزوج صاحب عمل خاص.. ادعي الافلاس .. ولو كان موظفا اقترض قرضا كبيرا.. وترك من راتبه الباقي من القسط وحيل يفتح منها الرجل ثغرات للتنكيل بمطلقته.. أضف إلي ذلك بطء إجراءات التقاضي فلم يعد هناك رجل يلفظ بكلمة أنت طالق وينفذها كما كان في الأفلام زمان .. صاروا يعلقون النساء رغم التحذير الإلهي من ترك الأنثي معلقة ويعتمدون علي أن طلبها للتطليق في المحكمة لن يتم قبل سنوات طويلة مع كل اثباتات الاعتداءات والضرر وطمعا من الرجل في خلع يفقدها كل حقوقها ويكسب من ورائه انفصالا مجانيا بل بمكافأة تدفعها له نظير سوء سلوكه.
معاناة.. أمهات
ونعود إلي قضية الاسكندرية.. التي استمعت فيها المحكمة للابناء حيث ارتمي الصغار في حضن الام بشكوي مرة من قسوة الأب لتقر المحكمة بأن اسوأ أنواع الخطر الذي يتعرض لها الطفل هو ذلك الخطر النابع من أسرته. لذلك أقرت بأن الرعاية التعليمية ترتبط بمصلحة الصغير وهي تخص الأم الحاضنة ولا يجوز ترويع الطفل بانتزاعه من حضانة الأم واختيار نظام تعليمي أقل جودة وفق هوي الأب لمجرد الكيد.
لقد أنصف القضاء الأطفال قبل الأم .. وعقبال باقي صاحبات المعاناة من الأمهات.