عبد الرحمن فهمى
بصرف النظر عن نتيجة المباراة
تقام في الساعة السادسة مساء اليوم "الجمعة" مباراة هامة في كرة القدم مع نيجيريا.. اسمحوا لي ان اعتبرها "مباراة مصير".. إذا لم نفز أو علي الأقل "ننتزع التعادل" فيجب أن نعيد النظر في أمورنا الرياضية كلها.. بل اكاد أقول يجب أن نعيد النظر في كل أمورنا حتي الاقتصادية أو الاجتماعية والتعليمية والصحية كلها..
مصر احدي الدول التي اشتركت في تأسيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" ثم هي "صاحبة" الاتحاد الأفريقي "الكاف"... فكرنا وجاهدنا لكي يقتنع العالم بالفكرة التي اعتبرها العالم انها فكرة مجنونة.. لم نسمع من قبل عن قارة اسمها أفريقيا.. هذا ما قيل في جلسة الاتحاد الدولي "الفيفا" عند عرض الطلب.. فانسحب عبدالعزيز عبدالله سالم من الجلسة وطلب شطب عضوية مصر من "الفيفا" وقام عبدالحليم محمد رئيس اتحاد السودان من مقعده أيضا فحدث هرج ومرج وهيصه.. وقام سكرتير عام الاتحاد وجري خلف عبدالعزيز عبدالله سالم وأعاده الي مقعده وتمت الموافقة علي "الفكرة المجنونة" فلم يكن في هذه القارة السمراء دول تعرف شيئا عما يسمونه "كرة القدم" سوي ثلاث دول : مصر والسودان واثيوبيا.
علي فكرة... كان هناك في هذا الاجتماع رئيس اتحاد اثيوبيا الذي لم يتحرك!!!!... لذا قرر عبدالعزيز عبدالله سالم اقامة أول بطولة افريقية في الخرطوم تحية لرئيس اتحاد السودان وتقام البطولة علي نفقة مصر بالكامل... وتقام البطولة الثانية علي ملعب الأهلي بالقاهرة.. ثم البطولة الثالثة في اديس ابابا باثيوبيا ردا علي موقف رئيس اتحادها!!!... بل أكثر من هذا قرر عبدالعزيز عبدالله سالم أن يرأس الكاف عبدالحليم محمد تحية له ايضا!!!!
* * *
بعد هذه الفقرة "التاريخية" التي يطلبها دائما القراء...
بعد ذلك... أقول أنها فضيحة واي فضيحة.. أن ننتظر نتيجة مباراة مع نيجيريا التي عرفت لعبة اسمها كرة القدم بعدنا بأكثر من قرن من الزمان... فضيحة أن ننتظرها بهذا الخوف والرعب... فضيحة وأيتها فضيحة ان نبتعد عن "العرس الافريقي" كل هذه السنوات ونحن "اصحاب الفرح"... نحن اصحاب الفرح... وغرباء في الفرح!!!... نحن اصحاب الفرح وبعيدون عن الفرح سنوات طويلة!!!... نحن ابطال البطولة واصبحنا لا نستطيع أن نشارك في البطولة... كارثة... فضيحة.... وقل ما شئت!!!
* * *
اعود فأقول... بصرف النظر عن نتيجة اليوم... يجب أن نعيد النظر في كل أمورنا واهمها شعبيا الرياضية.
لقد فعلنا زمان كل شيء للنهوض بالرياضة وبكرة القدم بالذات... انشأنا مراكز الشباب في كل المدن والقري لتوسيع القاعدة... الفساد الذي تريد أن تحاربه الحكومة الجديدة كأول تكليف من الدولة كان وراء استغلال مراكز الشباب في كل الأمور إلا الرياضة!!!!
حتي الألعاب الأخري... عندما انبهرنا بنتائج ألمانيا الشرقية في الأوليمبياد.. كانت تنافس امريكا وروسيا وتحتل المركز الثالث بفارق كبير عن الرابع.... عندما انبهرنا ارسلنا الدكتور محمد خطاب ليشتري لنا كل الآلات الحديثة كأعظم جمنيزيوم في العالم... وانشأنا في المدارس احسن مركز رياضي في افريقيا والشرق الأوسط لاعداد الأبطال خير اعداد.
قالوا : نريد أيضا فندقا لكي تعسكر فيه الفرق... ولكي تنزل فيه الفرق الأجنبية... قلنا : حاضر... وانشأنا الفندق!!!!!
* * *
عملنا كل ما هو مطلوب منا وأكثر... فماذا كانت النتيجة!!!! لا شيء... لا ميداليات أوليمبية إلا النادر جدا وبمجهود شخصي بعيدا عن الدولة.. أخذنا مرة ميدالية في التجديف دون أن يعلم اتحاد التجديف!!!! كان البطل أحد أبناء القوات المسلحة.... كرم جابر المصارع الذي أعده من الألف إلي الياء كرم الكردي منذ رئاسة النادي الأوليمبي واشهد علي ذلك...
مهما كانت نتيجة نيجيريا.... مطلوب اعادة النظر في الشئون الرياضية بل وباقي شئوننا كلها.