محمد فتحى
في العضل .. اطلبوا العلم ولو في اليابان
هذه المرة أنا متفائل جداً.. حاولت وضع العقد أمام منشار تعمل به السيدة المستشارة فايزة أبو النجا مستشار الأمن القومي لكنها كانت تفك العقد، وترد علي تساؤلاتي بهدوء من درس الموضوع وشكلت مجموعة عمل حقيقية تنجز كل شيء
تقول المستشارة المخضرمة: إن زيارة الرئيس السيسي لمدرسة ابتدائية في اليابان لم تكن ضمن البرنامج، لكنه أصر عليها. ذهب الرجل ليري أطفال اليابان وفي وجدانه أطفال مصر. دخل إلي المدرسة متسائلاً فخرج بكل الأجوبة..
كانت الأسئلة التي لم يصرح بها لأحد عن (نموذج) التعليم الياباني، ولماذا هو ناجح، والأهم: كيف نستفيد منع في مصر
- النموذج: الشعار هناك هو (الأخلاق قبل المعرفة). التركيز كبير علي تعليم ما قبل الابتدائي أو ما قبل المدرسة كما يعرف لدينا. يعلمون الأطفال المهارات الحياتية والقيم النبيلة فيخرج الطفل غير مثقل بشنطة المدرسة التي يحمل فيها أطنان الكتب والتي تسببت في (أتب) للعديد من أبنائنا وأبناء جيلنا عبر السنين...
لا واجبات مفروضة، وإنما (أنشطة) حياتية تكسبهم قيمة العمل الجماعي، والنظافة، والمشاركة، وحب الوطن، والنظام بشكل ترفيهي بحت يشعر معه الطفل أنه (يلعب)، وبالتالي (يحب) ما يتعلمه. مساحات المدارس شاسعة لا تقل المدرسة فيها عن 6000 متر ومدرج بها الملاعب المفتوحة والمغطاة متعددة الاستخدامات والمعامل وصالات الأنشطة إضافة إلي الفصول. يتعلمون (الطبخ) و(القراءة) و(خدمة الغير) وكل شئ يتم في نظام يضاف إليه نشاط رياضي يبنيهم ويخلق لديهم الإصرار علي الفوز...
ينظر السيسي ولابد أنه يتساءل: «كيف يصبح أولادنا كذلك»..
يسأل عن مناهج التعليم. يسأل عما يجب أن يحدث حتي يصبح الأطفال لدينا هكذا..
أسأل أنا أيضاً وترد سيادة المستشارة.
تؤكد أنه تم بالفعل الاتفاق علي بناء 100 مدرسة علي النموذج الياباني توزع علي محافظات مصر.. أسألها: وماذا عن (المعايير) فتبتسم وتؤكد أن لجنة مصرية يابانية ستشرف علي كل خطوة، وأن مصر هي من سيبني، بينما ستوفر اليابان التدريب علي كل شئ والمعدات إن أمكن.
أسألها: كيف سيدمج مدرس الحكومة في هذه المنظومة، فتؤكد علي إرسال 1000 مدرس لتدريبهم في اليابان علي دفعات.. سيكون منهم شباب خريجون، إضافة إلي مدرسين متميزين ومخضرمين، وسيعودون بعد اعتماد الجانب الياباني لهم ليكونوا مؤهلين للقيام بدورهم.
أبدي تحفظي علي الرقابة والمتابعة، فعادة ما نبدأ جيداً لكننا لا نكمل (صح)، فترد بوجود لجنة مشتركة للرقابة والمتابعة، وبناء عليها قد تزيد المنح التعليمية القادمة من اليابان بعد تقييم المرحلة الأولي..
أكمل تحفظاتي كأي متشائم ملسوع من الشوربة محاولاً أن أنفخ في الزبادي، وأسأل: يا سيدتي الفاضلة.. الخوف من الإدارة التعليمية التي ستشرف علي الأمر فهي غير مؤهلة، لترد مستشارة الأمن القومي بأن إدارة خاصة ستنشأ لإدارة الأمر يقودها مؤهلين وبعيدة عن البيروقراطية والروتين والتراب الذي نتفنن أحياناً في إهالته علي الرز بلبن...
احترمت أمانة الجلسة التي شرفت بها مع سيادة المستشارة التي أكدت لي أن العمل علي هذا الملف - ضمن ملفات أخري - جاري علي قدم وساق منذ عدة أشهر، لكنها تحب الإعلان عن (النتائج) وترحب بمشاركة الجميع..
تؤكد لي للمرة الثانية بإصرار وإخلاص أن القيادة السياسية الحالية هي الأكثر إصراراً علي إحداث نقلة نوعية للوطن، لاسيما ملف الأطفال والتعليم، معتبرة الأمر (مسألة أمن قومي). أقول أنني احترمت أمانة المجلس لأنني لم أستأذن للحديث عن مشروعات أخري كل ما أستطيع أن أقوله عنها أنها جعلتني أتفاءل بالمستقبل، وبأن عملاً محترماً يتم...
نحن في انتظار تعليم ياباني بريادة مصرية وعمق حضاري وتضافر للجهود ومشاركة من الجميع، وسأحاول أن أجعل من هذه المساحة الأسبوعية نشرة أخبار لعدد من المشروعات التي أعتقد أن مستقبل مصر يبدأ بها، وها قد بدأ بالفعل.