الأهرام
سامى شرف
موتوا بغيظكم
لست مندهشا من كل ما يجرى حولنا هذه الأيام من محاولات سواء من الداخل أو من الخارج للنيل من النظام المصرى.

وكما تعلمنا أنه ما دمنا نحن نسير فى الطريق الصحيح نحو تحقيق اهدافنا المشروعة فإن موجات الهجوم والنيل من مصر ستستمر بل كل يوم تأخذ شكلا جديدا أو أسلوبا متغيرا، ولكن الهدف واحد وواضح ولا يحتاج لذكاء لتقييمه . والشىء الذى لفت نظرى للأسف الشديد هو التقاء البعض من الداخل ممن يقولون عن أنفسهم أنهم مصريون مع تلك المحاولات الخارجية المسمومة التى تخرج علينا إما من أمريكا أوإسرائيل أو تركيا أو للأسف من بعض الدول العربية تلماذا لا اعرف وكيف اتفقوا؟ برضه مش عارف! لأنى لا أريد أو أوجه اتهامات مرسلة فى الوقت الذى لو جمعت وترجمت كل ما يقوله أعداء الخارج من الأجانب عن مصر سوف تجده متطابقا تماما مع ما يقوم به البعض فى الداخل .

وعلى سبيل المثال لا الحصر أعنى ما يقوم به المرشح السابق للرئاسة الذى كان ترتيبه الثالث بعد الأصوات الباطلة التى فاقت ما فاز به من اصوات، ثم كذلك ما يحاول أن يقوم به رئيس لجنة الخمسين من محاولات غريبة فى الوقت الذى انتهى فيه الدستور فعلا واصبح فاعلا.

اما المرشح السابق فهدفه وغرضه واضح لا لبس فيه هو يقول إنه ما زال يعيش ويريد ان يخرج من الظل حتى يتشمس شوية ولو على حساب الاستقرار أو بناء المستقبل لأم الدنيا .

أما ثالثة الأثافى فهى محاولة احد الاساتذة الجامعيين ومن المحسوبين على امريكا كما يقول هو اقول محاولته إحياء الجماعة الارهابية من جديد فى الوقت الذى اسقطت فيه جماهير مصر هذه الجماعة بإسقاط نظامها فى 30يونيو2013 طيب انت عايز ايه؟ ومن تمثل؟ ولو حققت غرضك المستحيل فرضا فماذا ستكون النتيجة؟ هل تعود الجماعة الارهابية على مسرح السياسة مرة أخرى وماذا ستقوم به هذه المرة وماذا ستجنى مصر من عودتهم سوى الخراب والسقوط والتخلف.

هذه هى بعض الأمثلة التى وردت فى ذهنى أردت أن اسطرها تحت أنظار القارىء الكريم حتى نكون على بينة مما يدور ويخطط حولنا ومن بيننا والى أين ستقودنا هذه الأنشطة السلبية . كان جمال عبد الناصر يقول لى كل صباح: كل ما افتح البى بى سى الساعة السادسة صباحا وأجدها تهاجم مصر كنت اطمئن وأعتبر اننا نسير فى الطريق الصحيح، اما اذا مدحتنا او ايدتنا فكنت اقول فيه حاجة غلط .

الشىء الذى يثيرنى أن امريكا مثلا التى تدعى أنها أم الحرية والديمقراطية فى العالم تنام وتصحو لتقول لنا كل شويه حقوق الانسان وما ادراك ما حقوق الانسان طيب هى حقوق الانسان مكفولة عندك انت انا شخصيا زرت امريكا مرتين فى الستينيات وكنت مسئولا فى تالسلطة آنذاك واجريت اتصالات ومباحثات حول الكثير من الأمور ومنها الامنية كذلك وثبت لى بل وتأكد بعد ذلك ان امريكا هى أم القهر وإذلال الانسان وليست تلك الدولة التى تحافظ على حقوق الانسان، ومن الامثلة أن المواطن الاسود أو الملون يعتبر مواطنا درجة ثانية والشيىء الاهم معسكرات الاعتقال التى أقامها النظام الامريكى وما زالت قائمة حتى اليوم وتحوى عناصر من مختلف الدول فى العالم . ومن ناحية اخرى انى اتساءل من الذى انشأ ويحمى ويدافع عن داعش نحو استقلالها والقاعدةوغيرها من المنظمات الارهابية؟ انها امريكا وعملاؤها فى تركيا واسرائيل او فى دول اخرى منها عربية للأسف الشديد.

وهناك ايضا الدور الخفى الذى تلعبه بريطانيا منذ بدايات القرن الماضى ــ لورنس العرب ــ وتقسيم العالم العربى لممالك ودول تحقق مصالحها فى المنطقة ثم وهو الأهم أن بريطانيا هى المؤسس الحقيقى لجماعة الاخوان الارهابية فى الاسماعيلية سنة 1928 بواسطة حسن الساعاتى او البنا الذى تسلم منهم خمسمائة جنيه استرلينى للبدء فى تكوينها والباقى اصبح معروفا . ولا أريد أن اقلب فى الدفاتر القديمة ولكنى الخص فى كلام مختصر ان دور بريطانيا فى الشرق الأوسط لا يقل ولم يقل عن دور امريكا فى النيل من بل ومحاولات هدم اى نظام يقوم على حرية الفرد والمجتمع او تقدمه نحو الاستقلال والتنمية وأعتقد ان هذه سياسة مستمرة حتى اليوم وغدا.

لكنى اقول لهم فى النهاية موتوا بغيظكم فمصر أم الدنيا لن تقهر ولن تستطيع قوة مهما كانت ان تعوق استقلالها وتقدمها وحريتها. ولا أستطيع أن أنهى مقالى هذا دون الاشارة لدور الاعلام بشكل عام فهو يشارك فى هذه المهزلة التى تصب فى النهاية فى النيل من النظام وتعوقه عن التقدم لتحقيق أهداف تبنى وتصون ولا تبدد. وفى الحقيقة ان دور الاعلام ورأس المال المهيمن على الاعلام الخاص لا يكفى ان اتناوله بجملة سريعة بل هو يحتاج لمقال مطول آخر يتناول سلبياته قبل ايجابياته من اجل تحقيق حلم كل مصرى فى التقدم للأمام. وتحيا مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف