الأهرام
عزيزة فؤاد
تفجيرات بروكسل تكشف أنفصام أوباما
لا أدري أي عقيدة وأي أيمان وأي فلسفة هذه التي تدفع الشباب والنساء ايضا ايا كانت جنسياتهم أو ملاتهم الي القيام بأعمال أنتحارية يعلمون مقدما أنهم ميتون مقدما راحلون عن دنيانا , الحياة التي وهبها لنا الخالق مهندس الكون الذي يحي ويميت وحده دون سواه سبحانه وتعالي ماذا يزرعون داخل أدمغتهم من سموم؟ وكيف يقنعونهم بالخلاص الأبدي؟ وكيف يصل بنا الأرهاب الي تلك المرحلة التي يندي لها الجبين .
نعم الأرهاب لا وطن له أعمي البصر والبصيره لايري سوي السواد الذي يرسمه من أجل النيل وحصد أرواح أبرياء لا حيلة لهم ولا عزاء سوي بالشجب والأدانة والتعزية ومن ثما الصمت الرهيب .
الأرهاب الاسود مستمر ولن يتوقف وسوف يضرب كل أنحاء العالم مادام هناك انفصام دولي للقيادات السياسية والزعماء في العالم الذين يدعمون دولا بعينها ولايقفون مع دول أخري مع أن الارهاب الذي طال بروكسل ومن قبله فرنسا هو نفسه الذي أصاب مصر ومنطقة الشرق الاوسط التي اصبحت كتلة من النار الملتهبة.
واني لأتعجب كثيرا لموقف الرئيس أوباما من أعتداءت بروكسل والتي أدت الي مقتل أكثر من 35 ضحية داخل المطار وفي مترو الانفاق عندما أعلن تضامنه ووقوفه وتقديم المساعدات لأصدقائه في بلجيكا بل توعد ملاحقة المسؤولين عن تلك الاعتداءات بغض النظر عن الجنسية أو العرق والدين لمكافحة آفة الارها ب ومن يهددون سلامة وأمن الناس فى العالم في الحقيقة هذا تصريحه السياسي الذي يكيل بمكيالين !!؟

أصبحت الدول والمنظمات والمؤسسات الكبرى تنظر بصورة مختلفة للحوادث الإرهابية التى تقع فى الدول خصوصا العربية ومن بينها مصر.. ألا يجب علي الرئيس اوباما مساندة أصدقائه في مصر ايضا أم أننا لسنا بأصدقاء له ما تقوم به مصر ضد الإرهاب كان يستوجب ايضا دعم الرئيس الأمريكي و بلجيكا نفسها وأوروبا علي وجه العموم ألم يحن الوقت بعد لمراجعة هذه المواقف التي لا تقل في نظري عن الأرهابية وإعادة تصحيح هذه المواقف التي أتخذت ضد مصر من بعد وقوع الطائرة الروسية بسيناء.

لم يلتفت احد الي مصر رغم أنها اول من طالبت العالم بالتضافر ضد الأرهاب ولم تلب دعواتها؛ بل كانت أكثر المتضررين من الجانبين، حيث طالتها أيدى الإرهاب الأسود وراح من أبنائها المئات، وحتي هذه اللحظة تدفع مصر فاتورة الأرهاب بسبب رفض العالم الوقوف بجانبها فى أزماتها بل إن إدارات بعض الدول فرضت حظر السفر إلى مصر ليحقق الهدف الثانى من تلك الأعمال الإجرامية ألا وهو ضرب الاقتصاد من خلال منع توافد السياحة إلى مصر، افتقاد العدالة والأزدواجية والكيل بمكياليين لن يؤدي إلا للخراب وقتل أبرياء وهدم حضارات ودول سوف تحتاج الي سنوات مضنية من اجل أن تعود مرة اخري بل من اجل أن يعود أبنائها الي الحياة السوية وقبل أن يتحولوا الي وحوش أرهابية تأكل كل من حولها دون رحمة أو هوادة بسبب الفقر الذي تعيشه هذه الدول وبسبب الظلم الواقع من الدول الكبري عليهم نحتاج إلى وقفة وضمير دولي ينحي المطامع السياسية جانبا.
دمتم بكل الخير
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف