يسرى حسان
أي حاجة -قائمة زكريا عزمي
يبدو أن السيد زكريا عزمي عندما فرم الأوراق حوزته في مكتبه برئاسة الجمهورية. لم يهتم بفرم القائمة التي تضم أسماء الأدباء والمثقفين الذين كانت تتم دعوتهم دائما للقاء الرئيس الأسبق حسني مبارك.
ويبدو - والله أعلم - أن من جاءوا بعده. سواء في عهد المجلس العسكري أو مرسي أو عدلي منصور أو السيسي. استعانوا بنفس القائمة في اللقاء الأخير الذي جمع بين الرئيس السيسي وبين المثقفين. ولم يتغير شيء في القائمة كما لم يتغير شيء في مصر.
وفي ظني أن الرئيس السيسي نفسه لاحظ ذلك. بدليل ما قالته الكاتبة فريدة النقاش في تصريحات لها تعليقا علي لقائها بالرئيس. إذ قالت ما نصه "طالب السيسي بتوسيع الاجتماع الدوري مع المثقفين وألا يقتصر علي بعض الأشخاص."
ما فعله الرئيس. سواء بلقائه المثقفين والمفكرين أو بتعليقه علي عدم اقتصار الاجتماعات القادمة علي بعض الأشخاص. شي جيد ومحترم ويحسب له. دائما ما يؤخذ علي الرئيس عدم اهتمامه بالثقافة والمثقفين. الثقافة في ذيل اهتمامات معظم رؤساء مصر مع إنها يجب ان تكون في المقدمة. وها هو الرئيس يهتم. لكن لماذا لا تكتمل الصورة مرة واحدة في مصر؟
ليس مطلوبا من الرئيس أن يعرف المثقفين والأدباء بالاسم. هذه مهمة أجهزة ومؤسسات ومساعدين لا يدركون أن مياها كثيرة جرت في النهر. وأن الدنيا تغيرت. وأن أجيالا جديدة وجدت وأصبحت هي الفاعلة والأكثر تأثيرا من هذه الأسماء التي تجاوز الزمن أغلبها ولم يعد لها أي تأثير يذكر.
أقولها لك بصراحة مطلقة. إن التأثير السلبي للقاء الرئيس بالمثقفين يفوق التأثير الايجابي لهذا اللقاء. فإذا كان من ايجابيات اللقاء أن هناك رسالة بعث بها الرئيس إلي الناس بأنه مهتم بالثقافة والمثقفين ومقدر لدورهم في النهوض بالبلاد ويسعي إلي الاستعانة بأفكارهم في هذا الشأن. فإن التأثير السلبي يتلخص في الاحساس بأن الدولة مصرة. وبشكل مستفز. علي أن تعيش في الماضي. فمعظم من التقاهم الرئيس لا علاقة لهم بالوسط الثقافي الآن. ولا اتصال لهم بأي منجزات وأفكار جديدة يمكن أن تعينهم علي مساعدة الدولة في أي شيء. كانوا نفعوا مبارك وغيره.
لا أشكك في أن بعضهم حاضر وبقوة وله انجازه المحترم. لكني اتحدث عن التركيبة عموما. هي نفسها التي تتم دعوتها للقاء أي رئيس. كأن مصر عقمت ولم تنجب بعد هؤلاء مئات الكتاب والمفكرين الأفذاذ.
معني اللقاء. وبهذه التركيبة غير الفاعلة في أغلبها. أنه لا جديد في مصر.. تماما مثل معني التعديل الوزاري الأخير.. لا جديد سوي الإبقاء علي الهلالي الشربيني.. لماذا لا نرسله في إعارة دائمة إلي دولة اليابان ليدمر تعليمها ويوقف نموها؟؟؟؟